رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فتثمر وتكثر": هذا هو مفتاح الأصحاح كله. فقد قُدم هذا الوعد لآدم وحواء في الفردوس، كما قُدم لإبراهيم ويعقوب اللذين من صلبهما جاء شعب الله... ماذا يعني هذا؟ أُعطي هذا الوعد الإلهي لآدم وحواء كثمرة ميثاق حب متبادل بين الله والإنسان، وتأكد الوعد من جديد حين دخل إبراهيم كأب المؤمنين في ميثاق جديد، وهكذا يبقى هذا الوعد ساريًا لكل من يقبل شروط الميثاق. ما قد حدث في أيام إرميا النبي هو أن القيادات السياسية، خاصة الملك، مع القيادات الدينية التي كادت تفقد كيانها الواقعي، وأيضًا الشعب قد كسروا الميثاق، ورفضوا العهد الإلهي، فصار عوض الوعد: "فتثمر وتكثر" الحكم الإلهي بالدمار والخراب. تعلق اليهود في ذلك الحين بآلهة الوثنيين الخاصة بالخصوبة، ظانين أن الارتباط بها يفيض عليهم بالخصوبة بالنسبة للبشر والبهائم وأيضًا النباتات، فإذا بهم يفقدون كل بركة، ويصدر الحكم "(تكون) عقيمًا" (إر 22: 20). الآن من يرد لهم الإثمار والإكثار؟ رعاية الله نفسه، إذ يتقدم السيد المسيح، كلمة الله، بصليبه ليسجل عهدًا جديدًا يوقعه بدمه نائبًا عنا، فيه نُحسب أبناء العهد، لنا روح الطاعة للآب... فننعم بالوعد الإلهي: "فتثمر وتكثر". لقد أثمر القديس بولس البتول باتحاده بالسيد المسيح، فصار له بنون كثيرون، ولدهم في قيوده بالإنجيل (1 كو 4: 15؛ فل 10)، يشاركونه المجد الأبدي والميراث السماوي. |
|