في أصعب غرفة عمليات في البرية الحارقة؛ فقد انفرد به الله، لكي يفرغه مما اعتمد عليه، ولكي يجهزه لكي يمتلك حياته بالتمام. ونجحت العملية بامتياز، إذ نسمع موسى عندما دعاه الله ليخلص شعبه، يقول: «مَنْ أنَا حَتَّى اذْهَبَ إلَى فِرْعَوْنَ... هَا هُمْ لا يُصَدِّقُونَنِي وَلا يَسْمَعُونَ لِقَوْلِي بَلْ يَقُولُونَ لَمْ يَظْهَرْ لَكَ الرَّبُّ... ولَسْتُ أنَا صَاحِبَ كَلامٍ مُنْذُ أمْسِ وَلا أوَّلِ مِنْ أمْسِ .... بَلْ أنَا ثَقِيلُ الْفَمِ وَاللِّسَانِ» (خروج3: 11؛ 4: 1، 10). ومن يدقِّق في الكلمات السابقة يكتشف أن الثلاثة المعتمدات، والتي كان يتكل موسى عليها، ها هو يعلن لله، أن حياته قد فرغت من أي متكل أو معتمد ضد الله، وبالتالي فالمكان في حياته (شقته) أصبح شاغرًا، وهو جاهز لمُلك الله الكامل عليه، ولقيادة الله الكاملة على تحركاته، وهنا فقط استطاع موسى أن يقول “المُلك لله”!!