رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فقال لهما إرميا: هكذا تقولان لصدقيا: هكذا قال الرب إله إسرائيل: هاأنذا أرد أدوات الحرب التي بيدكم التي أنتم محاربون بها ملك بابل والكلدانيين الذين يحاصرونكم خارج السور. وأجمعهم في وسط هذه المدينة" [3-4]. "وأنا أحاربكم بيدٍ ممدودة وبذراعٍ شديدة، وبغضبٍ وحموٍ وغيظٍ عظيمٍ. وأضرب سكان هذه المدينة، الناس والبهائم بوبأ عظيمٍ يموتون" [5-6]. النقطة الخطيرة أن الله نفسه هو الذي يحارب ضدهم، مستخدمًا الكلدانيين كوسيلة خاصة به. يحول أسلحة يهوذا إلى هلاكهم، كما يسمح بالوبأ والسيف والجوع أن يهلكهم هم وحيواناتهم... مهيأ كل فرصة للعدو أن يغلبهم! تُستخدم كلمتا "يد" و"ذراع" لتعنيا "قوة" الله كما في (تث 4: 34؛ 5: 15؛ 7: 19؛ 26: 8، 1 مل 8: 42، 2 مل 17: 26). هنا يبسط الله يده ليؤدب شعبه المُصر على العناد والجحود، مستخدمًا الأمم للتأديب. غير أن بسط اليد يشير إلى تجسد الكلمة، الذي يحل بيننا مستخدمًا كل وسيلة لخلاص العالم. حمل التأديب الإلهي عنا في جسده (إش 53: 4-6)، مستخدمًا الأمم كسفراء عنه، يشهدون لإنجيله الذي يعلن عن حب الله للعالم كله! إن كان إرميا قد عجز عن تقديم المصالحة بين الله وشعبه، فإننا قبلناها ببسط يده، أي بالتجسد الإلهي. كان دور النبي في ذهن صدقيا الملك أن يطلب ما هو لخير شعبه، ويعمل لحساب وطنه، مهما كلفه الأمر. فكان الأنبياء في أثناء الحروب يصلون إلى الله، ويشفعون في الشعب ليهبهم النصرة على الأعداء. لكننا نرى هنا إرميا يقف أمام الله ليجد أنه لا مجال للشفاعة عن شعبٍ قد صار الله نفسه عدوًّا لهم... لم يعد الأمر - في عينيه- هو الشفاعة عنهم لكي يتمتعوا بالخلاص من العدو، وإنما أن يجدوا طريق المصالحة مع الله، حتى وإن ظهروا في ضعف، خاضعين للعدو الظاهري، بابل! |
|