منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 09 - 2023, 05:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

آرميا النبي | فشحور المرتعب





فشحور المرتعب:

3 وَكَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ فَشْحُورَ أَخْرَجَ إِرْمِيَا مِنَ الْمِقْطَرَةِ. فَقَالَ لَهُ إِرْمِيَا: «لَمْ يَدْعُ الرَّبُّ اسْمَكَ فَشْحُورَ، بَلْ مَجُورَ مِسَّابِيبَ، 4 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَجْعَلُكَ خَوْفًا لِنَفْسِكَ وَلِكُلِّ مُحِبِّيكَ، فَيَسْقُطُونَ بِسَيْفِ أَعْدَائِهِمْ وَعَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ، وَأَدْفَعُ كُلَّ يَهُوذَا لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ فَيَسْبِيهِمْ إِلَى بَابِلَ وَيَضْرِبُهُمْ بِالسَّيْفِ. 5 وَأَدْفَعُ كُلَّ ثَرْوَةِ هذِهِ الْمَدِينَةِ وَكُلَّ تَعَبِهَا وَكُلَّ مُثَمَّنَاتِهَا وَكُلَّ خَزَائِنِ مُلُوكِ يَهُوذَا، أَدْفَعُهَا لِيَدِ أَعْدَائِهِمْ، فَيَغْنَمُونَهَا وَيَأْخُذُونَهَا وَيُحْضِرُونَهَا إِلَى بَابِلَ. 6 وَأَنْتَ يَا فَشْحُورُ وَكُلُّ سُكَّانِ بَيْتِكَ تَذْهَبُونَ فِي السَّبْيِ، وَتَأْتِي إِلَى بَابِلَ وَهُنَاكَ تَمُوتُ، وَهُنَاكَ تُدْفَنُ أَنْتَ وَكُلُّ مُحِبِّيكَ الَّذِينَ تَنَبَّأْتَ لَهُمْ بِالْكَذِبِ».

"وكان في الغد أن فشحور أخرج إرميا من المقطرة.
فقال له إرميا:
لم يدعُ الرب اسمك فشحور بل مجور مِسا بيب.
لأنه هكذا قال الرب:
هأنذا أجعلك خوفًا لنفسك ولكل محبيك،
فيسقطون بسيف أعدائهم،
وعيناك تنظران.
وأدفع كل يهوذا ليد ملك بابل فيسبيهم إلى بابل ويضربهم بالسيف" [3-4].
إذ نزل بكلمة الله كما إلى الجب، وقيدها كما بمقطرة، لكي لا تعمل في قلبه، تحول قلبه إلى حالة من اللاسلام، وكما قيل: "لا سلام قال الرب للأشرار" (إش 48: 22). فقد سلامه الداخلي وفرح قلبه، ودخل إلى حالة خوفٍ ورعبٍ حطمته في الداخل وتسللت حتى على محبِّيه. لذا غيَّر الله اسمه من "فشحور" الذي يعني "مثمرًا من كل جانب" إلى "مجور ِمسا بيب" يترجمها البعض "رعب من كل جانب". لا يعني هذا أن الاسم تغير فعلًا في معاملاته مع الغير، وإنما تغير في تظر الله، ليدرك فشحور حقيقة موقفه لعله يتوب!
يرى البعض أن الاسم الجديد يعني "رحيلًا"، وكأن فشحور لن ينعم بالاستقرار بل يُرحل إلى بابل مسبيًّا، هو ومحبوه، عندئذ يرتعبوا.
كان الأمر الإلهي للبشرية: "اثمروا واكثروا" (تك 1: 28)... أما الآن فنزع الله عن فشحور هذه البركة ليدعوه "ارتعب أنت ومحبوك من كل جانب". عوض الإثمار المفرح يصير الموت المرعب له وللذين يحبونه ويرتبطون به لا بوصية الله.
كان الاتهام الرئيسي ضد إرميا النبي أنه محطم لنفسية القيادات والشعب، وأنه دائم التشاؤم، لذا جاء تغيير اسم فشحور ردًا على هذا الاتهام. وكأن مصدر الرعب وتحطيم النفسية هو فشحور ومن على شاكلته، وليس إرميا.
حينما دخل الله مع أبرام في عهد وأعلن له عن شريعة الختان (تك 17) غير اسمه من أبرام (أب مكرم) إلى إبراهيم (أب لجمهور)، وغيَّر اسم ساراي (أميرتي) إلى سارة (أميرة)، فقد صار إبراهيم خلال الميثاق الإلهي أبًا لجمهور من الأمم، ولم تعد سارة خاصة به بل أميرة يعتز بها جميع المؤمنين. هذا حدث مع الختان
وكما يقول القديس أغسطينوس: [ماذا يعني الختان سوى تجديد الطبيعة البشرية بنزع الإنسان القديم؟ وماذا تعني الأيام الثمانية (للختان) سوى المسيح الذي قام بعدما أكمل الأسبوع، أي بعد "السبت"؟ لقد تغير اسما الوالدين، وأعلن كل شيء جديدًا].
الآن، إذ فقد فشحور ختان القلب والأذن برفضه الكلمة النبوية الإلهية تغيَّر اسمه فلا يكون أبًا لجمهورٍ، بل رعبًا للذين يحبونه، وهلاكًا لهم!
هكذا غُرلة القلب والأذن، ورفض الميثاق الإلهي يغير اسمنا من الإثمار والبركة إلى الرعب والهل



نار محرقة في قلب إرميا:

7 قَدْ أَقْنَعْتَنِي يَا رَبُّ فَاقْتَنَعْتُ، وَأَلْحَحْتَ عَلَيَّ فَغَلَبْتَ. صِرْتُ لِلضَّحِكِ كُلَّ النَّهَارِ. كُلُّ وَاحِدٍ اسْتَهْزَأَ بِي. 8 لأَنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ صَرَخْتُ. نَادَيْتُ: «ظُلْمٌ وَاغْتِصَابٌ!» لأَنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ صَارَتْ لِي لِلْعَارِ وَلِلسُّخْرَةِ كُلَّ النَّهَارِ. 9 فَقُلْتُ: «لاَ أَذْكُرُهُ وَلاَ أَنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ». فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي، فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أَسْتَطِعْ.

في لحظات ضعفٍ بشري وجد إرميا نفسه مضروبًا ومهانًا من كاهنٍ زميلٍ له، وُملقى في المقطرة الليلة كلها، وقد صار أضحوكة بين الكهنة والشعب... كما شعر بفشل رسالته. ليس من يصغي إليه، ولا من يهتم بكلمات الرب التي ينطق بها. هذا كله أثار في نفسه مشاعر مؤقتة، سجلها لنا لكي ندرك أنه ليس أحدٌ بلا ضعف، مهما بلغت عظم رسالته.
في مرارة مع صراحة تامة تحدث مع الله معاتبًا إياه، مقدمًا اعترافًا:
"قد اقنعتني (خدعتني) يا رب فاقتنعت فخُدعت).
وألححت (قويت) عليّ فغُلبت.
صرتُ للضحك كل النهار.
كل واحدٍ استهزأ بي" [7].
حقًا تكاليف الخدمة باهظة، إذ يشعر الخادم في بعض اللحظات كأن الوعود الإلهية لا تتحقق، يرى من حوله يضحكون عليه ويستهزئون به.
جاءت الأفعال هنا "خدعتني، قويت عليّ، غُلبت" هي بعينها المستخدمة عندما تخدع زوجة رجلها أو يقوي رجل على سيدة! ولعله استخدم ذلك لأن إرميا شعر باتحاد عجيب مع الله مُرسله، ارتباط قوي كالاتحاد الزوجي... لكنه فجأة شعر كأن كل شيء قد انهار أمامه، كأنه قد خُدع! أين الوعد الإلهي: "قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض، لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض؛ فيحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك" (إر 1: 18-19)؟ هوذا الآن مُهان ومُضروب ومُقيد... ليس من يسمع له، ولا من يصغي إليه!
لعله لم يدرك إرميا النبي أنه كان يليق به أن يحمل صورة مخلصه يسوع المسيح الذي صار أضحوكة كل النهار، استهزأ به اللص، وسخر منه الشعب كما الجند، واجتمعت القيادات الدينية مع المدنية للخلاص منه!
هذههي تكلفة الخدمة والتلمذة للسيد المسيح المصلوب، القائل: "ليس التلميذ أفضل من المعلم، ولا العبد أفضل من سيده... إن كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول، فكم بالحري أهل بيته؟!" (مت 10: 24-25). "لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا، فماذا يكون باليابس؟!" (لو 23: 31).
كثيرًا ما يتحدث العهد القديم عن العابرين الذين يسخرون ويهمسون عند رؤيتهم لشخصٍ ساقطٍ تحت كارثة أو في حالة انهيار (مل 9: 8؛ مرا 2: 15-16؛ حز 27: 36؛ صف 2: 15).
أما بخصوص العبارة: "قد اقنعتني (خدعتني) يا رب فاقتنعت (فخُدعت)"
للقديس يوحنا الذهبي الفم تعليق على ذلك: [يوجد خداع صالح أيضًا، به خُدع كثيرون هذا الذي يجب ألا ندعوه خداعًا قط... استخدم يعقوب هذا الخداع مع أبيه؛ فهو ليس خداعًا بل تدبير ].
كانت صرخات إرميا للقيادات كما للشعب هي: ظلم واغتصاب [8]، كاشفًا لهم عن ضعفاتهم، وفاضحًا أعماقهم... فلم يحتملوا.
ربما تردد أحيانًا ولو إلى لحظات، متساءلًا:
"لماذا أخسر الناس؟
لماذا أذكر اسم الله الذي يثيرهم؟
لماذا لا أصمت؟
لأترك الخدمة لآخر غيري!"
لكن صوت الحق كان كنارٍ في قلبه لا يقدر أن يخمدها.
"لأني كلما تكلمت صرخت.
ناديت: ظلمٌ واغتصابٌ.
لأن كلمة الرب صارتلي للعارِ وللسخرةِ كل النهار.
فقلت: لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه.
فكان في قلبي كنارٍ محرقةٍ محصورةٍ في عظامي،
فمللت من الإمساك ولم أستطع" [8-9].
يبدو أن إرميا عانى من صراعٍ داخلي، إذ شعر بنوعٍ من الفشل.
فتحت الضغوط المستمرة ممن هم حوله (إر 18: 18؛ 20: 7، 8، 20) خطر بباله أن يعكف عن الخدمة العامة ويمارس حياته التعبدية الخاصة، ما دامت خدمته غير مثمرة بل مثيرة للجميع، حتى للذين أحبهم. اشتهي أن يعود إلى عزلته في قريته المتواضعة. شعر كأن بذار الكلمة قد أُلقيبها على قلوب صخرية، ذهبت ادراج الرياح، فصرخ قائلًا: "فقلت لا أذكره، ولا أنطق بعد باسمه" [9].
هذا ومن جانب آخر كانت كلمة الله للتأديب نارًا محرقة في قلبه، محصورة في عظامه، لكن بسبب أمانته لله وثقته فيه كمخلص لم يستطع أن يمسك عن الكلمة، ولو كلفه الأمر حياته كلها.
اعتاد في وسط آلامه المرّة أن يرفع نظره إلى الله الذي دعاه للخدمة والشهادة للحق. لقد صارت كلمة الرب في قلبه نارًا محصورة في داخله، لكنه لم يقدر أن يمسك عن الكلام متكلًا على الله الذي هو عزه وحصنه وملجأه في يوم الضيق (إر 16: 19)، يصرخ إليه:
"اشفني يا رب فأُشفى،
خلصني فأخلص،
لأنك أنت تسبيحتي...
لا أخزَ أنا...
ولا أرتعب أنا..." (إر 17: 14-18).
أعطته هذه النار المتأججة قوة تدفعه ألاّ يصمت عن الشهادة لكلمة الله وألاّ يتوقف عن العمل حتى ولو وقف الجميع ضده. مصدر هذه النار هي محبة الله المنسكبة في قلوبنا بالروح القدس.
يقول القديس أمبروسيوسأن سرّ ذلك هو تقبله الروح القدس الناري الذي يلهب أذهان المؤمنين وقلوبهم .
* لقد أُخبرنا أن كلمة الرب كانت في إرميا كنارٍ محرقةٍ (إر 20: 9). وكان رد الفعل: "الامساك عنها جعلني قلقًا، ولم أستطع". لما كان ربنا يسوع المسيح صالحًا ومحبًا للبشرية جاء بالجسد لكي يجلب هذا النوع من النار إلى الأرض، قائلًا: "ماذا لو اضطرمت؟!" (لو 12: 49). إنه يود أن يتوب البشر لا أن يموتوا (كما نجد في حزقيال). لهذا أراد أن يحرق الشر والخبث الذي في البشر، حتى إذ يتطهروا يأتوا بثمرٍ (حز 18: 23، 32). إننا نعرف أنه إذ يزرع الكلمة يأتي بثمر: ثلاثين وستين ومائة (مر 4: 20) .
البابا أثناسيوس الرسولي
* بخصوص التفسيرات السرية (mystical)، أُرسلت إليهم النار التي لم يستطع إرميا أن يحتملها.
عندما تخترق مواضع النفس السرية تحلنا وتطهرنا وتحولنا من الإنسان القديم إلى الجديد، فنستطيع أن ننطق صارخين: "لا أحيا أنا، بل نعمة الله التي في" (راجع غلا 2: 20، 1 كو 15: 10؛ كو 3: 9) .
القديس جيروم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | وكان في الغد أن فشحور أخرج إرميا
آرميا النبي | هنا فشحور يمثل الإنسان
آرميا النبي | فشحور المرتعب
آرميا النبي | ان يليق بالكاهن فشحور أن يكرم إرميا
آرميا النبي | مقاومة فشحور له


الساعة الآن 02:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024