منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 09 - 2023, 05:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,862

آرميا النبي | فشحور المرتعب





فشحور المرتعب:

3 وَكَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ فَشْحُورَ أَخْرَجَ إِرْمِيَا مِنَ الْمِقْطَرَةِ. فَقَالَ لَهُ إِرْمِيَا: «لَمْ يَدْعُ الرَّبُّ اسْمَكَ فَشْحُورَ، بَلْ مَجُورَ مِسَّابِيبَ، 4 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَجْعَلُكَ خَوْفًا لِنَفْسِكَ وَلِكُلِّ مُحِبِّيكَ، فَيَسْقُطُونَ بِسَيْفِ أَعْدَائِهِمْ وَعَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ، وَأَدْفَعُ كُلَّ يَهُوذَا لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ فَيَسْبِيهِمْ إِلَى بَابِلَ وَيَضْرِبُهُمْ بِالسَّيْفِ. 5 وَأَدْفَعُ كُلَّ ثَرْوَةِ هذِهِ الْمَدِينَةِ وَكُلَّ تَعَبِهَا وَكُلَّ مُثَمَّنَاتِهَا وَكُلَّ خَزَائِنِ مُلُوكِ يَهُوذَا، أَدْفَعُهَا لِيَدِ أَعْدَائِهِمْ، فَيَغْنَمُونَهَا وَيَأْخُذُونَهَا وَيُحْضِرُونَهَا إِلَى بَابِلَ. 6 وَأَنْتَ يَا فَشْحُورُ وَكُلُّ سُكَّانِ بَيْتِكَ تَذْهَبُونَ فِي السَّبْيِ، وَتَأْتِي إِلَى بَابِلَ وَهُنَاكَ تَمُوتُ، وَهُنَاكَ تُدْفَنُ أَنْتَ وَكُلُّ مُحِبِّيكَ الَّذِينَ تَنَبَّأْتَ لَهُمْ بِالْكَذِبِ».

"وكان في الغد أن فشحور أخرج إرميا من المقطرة.
فقال له إرميا:
لم يدعُ الرب اسمك فشحور بل مجور مِسا بيب.
لأنه هكذا قال الرب:
هأنذا أجعلك خوفًا لنفسك ولكل محبيك،
فيسقطون بسيف أعدائهم،
وعيناك تنظران.
وأدفع كل يهوذا ليد ملك بابل فيسبيهم إلى بابل ويضربهم بالسيف" [3-4].
إذ نزل بكلمة الله كما إلى الجب، وقيدها كما بمقطرة، لكي لا تعمل في قلبه، تحول قلبه إلى حالة من اللاسلام، وكما قيل: "لا سلام قال الرب للأشرار" (إش 48: 22). فقد سلامه الداخلي وفرح قلبه، ودخل إلى حالة خوفٍ ورعبٍ حطمته في الداخل وتسللت حتى على محبِّيه. لذا غيَّر الله اسمه من "فشحور" الذي يعني "مثمرًا من كل جانب" إلى "مجور ِمسا بيب" يترجمها البعض "رعب من كل جانب". لا يعني هذا أن الاسم تغير فعلًا في معاملاته مع الغير، وإنما تغير في تظر الله، ليدرك فشحور حقيقة موقفه لعله يتوب!
يرى البعض أن الاسم الجديد يعني "رحيلًا"، وكأن فشحور لن ينعم بالاستقرار بل يُرحل إلى بابل مسبيًّا، هو ومحبوه، عندئذ يرتعبوا.
كان الأمر الإلهي للبشرية: "اثمروا واكثروا" (تك 1: 28)... أما الآن فنزع الله عن فشحور هذه البركة ليدعوه "ارتعب أنت ومحبوك من كل جانب". عوض الإثمار المفرح يصير الموت المرعب له وللذين يحبونه ويرتبطون به لا بوصية الله.
كان الاتهام الرئيسي ضد إرميا النبي أنه محطم لنفسية القيادات والشعب، وأنه دائم التشاؤم، لذا جاء تغيير اسم فشحور ردًا على هذا الاتهام. وكأن مصدر الرعب وتحطيم النفسية هو فشحور ومن على شاكلته، وليس إرميا.
حينما دخل الله مع أبرام في عهد وأعلن له عن شريعة الختان (تك 17) غير اسمه من أبرام (أب مكرم) إلى إبراهيم (أب لجمهور)، وغيَّر اسم ساراي (أميرتي) إلى سارة (أميرة)، فقد صار إبراهيم خلال الميثاق الإلهي أبًا لجمهور من الأمم، ولم تعد سارة خاصة به بل أميرة يعتز بها جميع المؤمنين. هذا حدث مع الختان
وكما يقول القديس أغسطينوس: [ماذا يعني الختان سوى تجديد الطبيعة البشرية بنزع الإنسان القديم؟ وماذا تعني الأيام الثمانية (للختان) سوى المسيح الذي قام بعدما أكمل الأسبوع، أي بعد "السبت"؟ لقد تغير اسما الوالدين، وأعلن كل شيء جديدًا].
الآن، إذ فقد فشحور ختان القلب والأذن برفضه الكلمة النبوية الإلهية تغيَّر اسمه فلا يكون أبًا لجمهورٍ، بل رعبًا للذين يحبونه، وهلاكًا لهم!
هكذا غُرلة القلب والأذن، ورفض الميثاق الإلهي يغير اسمنا من الإثمار والبركة إلى الرعب والهلاك، حتى الأرض التي نقيم فيها تتغير كما تغيرت توفة إلى "وادي القتل" (إر 19: 6).
يدخل فشحور الكاهن والناظر الأول للهيكل إلى حالة من الرعب، مصدرها من الداخل، وهو رفضه التمتع بكلمة الله والاستماع إلى الصوت الإلهي. وإذ يفقد سلامه الداخلي ينهار أمام ملك بابل، ويسقط في السبي كما تحت السيف. يفقد قوته وكرامته وحريته وأخيرًا حتى حياته!
أولاد الله يعيشون في فرحٍ داخلي حتى وسط آلامهم، أما أولاد إبليس فيعيشون في رعبٍ، حتى إن نالوا كل العالم في أيديهم. يصيرون كقايين الذي قيل عنه: "تائهًا وهاربًا تكون في الأرض" (تك 4: 12).
وكما يقول القديس أثناسيوس: [نعم، فإن أعياد الأشرارهي ويلات].
أُلقي إرميا في الجب وُقيد بمقطرة، لكن قلبه بقى في السماء، وكلمة الله التي وُهبت له لم تُقيد، وأما فشحور فكان صاحب سلطان ككاهنٍ وناظر أول الهيكل، لكنه انهار في مذلةٍ داخلية وهلاكٍ خارجي. في شجاعة تحدث إرميا النبي مع فشحور، مؤكدَا حدوث السبي وتحقق الهلاك للكاهن كما للبيت الملكي، هكذا:
أولًا: "هأنذا أجعلك خوفًا لنفسك" [4]. كأن ما يحل به من رعبٍ مصدره داخل نفسه؛ يصير قايين زمانه!
ثانيًا: "أجعلك خوفًا... لكل محبيك، فيسقطون بسيف أعدائهم، وعيناك تنظران" [4]. كان يليق به ككاهن الله أن يكون مصدر سلامٍ لكل بشرٍ ما استطاع، لكن بسقوطه في العصيان والعناد صار علة رعبٍ حتى لمحبيه، عوض تمتعهم بالخلاص سقطوا بسيف الأعداء، وعوض ارتفاعهم لرؤية الأمجاد المعدة لهم انفتحت عيني فشحور ليرى هلاك محبيه يبدأ هنا على أيدي البابليين.
ربما يشير محبوه هنا إلى الجسد بكل طاقاته، فالإنسان الذي يحرم نفسه من عمل الكلمة الإلهي في حياته لأجل ملذات جسده، يصب على جسده حالة من الرعبٍ والدمارٍ عوض إعداده لشركة المجد الأبدي مع النفس.
ثالثًا: "وأدفع كل ثروة هذه المدينة وكل تعبها وكل مثمناتها وكل خزائن ملوك يهوذا، أدفعها ليد أعدئهم... "[5]. هكذا تمتد الخسارة لا إلى المحبين فحسب بل وإلى كل المدينة بكل إمكانياتها وخزائنها.
تشير المدينة هنا بثروتها وتعبها ومثمناتها وخزائن ملوكها إلى مواهب الإنسان وقدراته... بالانحراف عن الطريق الروحي الملوكي يفقد الإنسان خزائنه الداخلية ومواهبه التي كان يمكن أن يستخدمها لبنيان نفوس كثيرة، ويصير له رصيد غنى أبدي وإكليل مجد سماوي.
رابعًا: ذهابهم إلى السبي... إشارة إلى فقدان النفس للحرية الداخلية. هنا لأول مرة يشير إرميا النبي إلى اسم الدولة التي تسبيهم: بابل.
خامسُا: "وهناك تموت، وهناك تُدفن أنت وكل محبيك الذين تنبأت لهم بالكذب" [6]... كان يُنظر إلى الدفن في أرض غريبة إحدى علامات غضب الله على الإنسان، وسقوطه تحت اللعنة.
يرى البعض أن فشحور لم يكن كاهنًا فحسب، وإنما كان نبيًا كاذبًا، أعلن أنه لن تصاب الأمة بأذى (إر 14: 13). استحق الموت بسبب كذبه (إر 26: 28). وقد استخدم إرميا النبي كلمة "كذب" أو "بطلان" كثيرًا، إذ سقطت القيادات والشعب في مؤامرة الكذب.
كأن إرميا قد أعلن لفشحور أنه لا يعود بعد ناظرًا للهيكل يُصدر حكمًا على الآخرين، إنما يعاني من صدور الحكم الإلهي ضده يرعبه ويرعب الأمة كلها .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | وكان في الغد أن فشحور أخرج إرميا
آرميا النبي | هنا فشحور يمثل الإنسان
آرميا النبي | فشحور المرتعب
آرميا النبي | ان يليق بالكاهن فشحور أن يكرم إرميا
آرميا النبي | مقاومة فشحور له


الساعة الآن 10:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025