رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثُمَّ قالَ يسوعُ لِتَلاميذِه: مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني، "يَزْهَدْ في نَفْسِه " في الأصل اليوناني " ἀπαρνησάσθω ἑαυτὸν (معناها يرفض حقوقه على نفسه وحقه في الخيرات الزمنية) فتشير إلى تنحية الذَّات تنحية كاملة عن المنطق الدنيوي والخيرات الزمنية لكي يصبح المسيح مركز حياة التِّلميذ. ولا تكون راحته ولذَّته الغاية العُظمى بل يُطلب من التِّلميذ أن يترك الشَّهوات وكل شيء يمنعه من خدمة الله الكاملة وبذل الذات إلى اقصى الحدود، لانَّ الحياة مع يسوع اختيار، وكل اختيار تضحية، لانَّ حياة التِّلميذ الأصيل تُحدّدها حياة يسوع: والزُّهد في النَّفس لا يعني احتقار الذَّات ولا هدمها، إنَّما عدم تركيز على الذَّات بل بذل الذَّات في سبيل المسيح عن طريق الأخوة. عندئذ لا نعتبر الذَّات خير ما نريد الاحتفاظ به لنا وحدنا، بل هبة يجب أن نبذلها. ومن هنا جاء قول القديس أوغسطينوس "إنّ تاريخ العَالَم صراع بين شكلين من الحبّ، حبّ الذَّات حتى فناء العَالَم، وحبّ الآخرين حتى التَّخلي عن الذَّات". ليس الزُّهد في النَّفس هدفًا بحد ذاته، إنَّما هو شرط لبلوغ ملء الحياة. لا يدعونا يسوع بالصَّليب والزُّهد في الذَّات إلى الهلاك، بل إلى الحياة الأبدية. |
|