منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 09 - 2023, 12:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

أراد من تلاميذ يسوع أن يتبعه في طريقه




ثُمَّ قالَ يسوعُ لِتَلاميذِه: مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني،
فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني،



تشير عبارة "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني" إلى جملة شرطيَّة، حيث يطلب يسوع من بُطرس أن يتبعه بحرية ليسير وراء معلمه، وألاَّ يكون "حجر عثرة" يقف عائقا في الطريق إلى أُورَشَليم. وكان الإنباء الأول هو الذي حدَّد شروط إتباع المسيح. من أراد من تلاميذ يسوع أن يتبعه في طريقه إلى أُورَشَليم عليه أن يتألم معه. كل إنباء بالآلام تبعته أقوال يسوع الذي يستخلص النتائج لتلاميذه. يفصل قول يسوع بين مَن يتبعه بالحق ومَن لا يتبعه. وتعلق القدّيسة تيريزا -بينيديكت الصليب، شهيدة وشفيعة أوروبا "إن الّذين يريدون أن يتّحدوا بالمسيح، يجب أن يتركوا أنفسهم ليُعلّقوا على الصليب معه. هم مدعوّون إلى الصليب، وهم جميع المُعمَّدين. لكنّ جلّهم لا يفهمون الدعوة، وجُلّهم لا يتبعونها"(عرس الحمل -14/09/1940). أمَّا عبارة "يَتبَعَني" فتشير إلى الدعوة للسَّير على خطى يسوع ومعه والعيش وفقًا لأسلوبه كي يكون تلميذًا مُخلَّصًا. تأتي الدعوة من يسوع، حيث أنَّ المعلم هو الذي يختار التِّلميذ، وليس التِّلميذ الذي يختار معلمه. وعندما يُلبِّي التِّلميذ الدعوة يتبع يسوع، لا كسامع فقط، بل كمعاون ومُشاهد لمَلكوت الله (متى 10: 1-27). فالتِّلميذ لا يتمسك بتعليم المُعلم فقط، بل يلازم شخصه. ومن هذا المنطلق "إتباع يسوع لا يعني سيرًا خارجيا وراء شخص يتعلق التِّلميذ به، بل التَّعلق به حتى الزُّهد في الذَّات وحمل الصَّليب. أمَّا عبارة "يَزْهَدْ في نَفْسِه " في الأصل اليوناني " ἀπαρνησάσθω ἑαυτὸν(معناها يرفض حقوقه على نفسه وحقه في الخيرات الزمنية) فتشير إلى تنحية الذَّات تنحية كاملة عن المنطق الدنيوي والخيرات الزمنية لكي يصبح المسيح مركز حياة التِّلميذ. ولا تكون راحته ولذَّته الغاية العُظمى بل يُطلب من التِّلميذ أن يترك الشَّهوات وكل شيء يمنعه من خدمة الله الكاملة وبذل الذات إلى اقصى الحدود، لانَّ الحياة مع يسوع اختيار، وكل اختيار تضحية، لانَّ حياة التِّلميذ الأصيل تُحدّدها حياة يسوع: والزُّهد في النَّفس لا يعني احتقار الذَّات ولا هدمها، إنَّما عدم تركيز على الذَّات بل بذل الذَّات في سبيل المسيح عن طريق الأخوة. عندئذ لا نعتبر الذَّات خير ما نريد الاحتفاظ به لنا وحدنا، بل هبة يجب أن نبذلها. ومن هنا جاء قول القديس أوغسطينوس "إنّ تاريخ العَالَم صراع بين شكلين من الحبّ، حبّ الذَّات حتى فناء العَالَم، وحبّ الآخرين حتى التَّخلي عن الذَّات". ليس الزُّهد في النَّفس هدفًا بحد ذاته، إنَّما هو شرط لبلوغ ملء الحياة. لا يدعونا يسوع بالصَّليب والزُّهد في الذَّات إلى الهلاك، بل إلى الحياة الأبدية. أمَّا عبارة " نَفْسِه" في الأصل اليوناني ψυχή (معناها النَّفس) فتشير إلى حياته، كما ورد في نص آخر من إنجيل متى " لا تَخافوا الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسد ولا يَستَطيعونَ قَتلَ النَّفس"(متى 10: 28). أمَّا عبارة "يَحمِلْ صليبَه" فتشير إلى إحدى الوسائل الرومانية لتنفيذ الإعدام. وكان على المُجرمين المحكوم عليهم بالإعدام أن يحملوا صلبانهم ويسيروا في الشَّوارع إلى موقع تنفيذ الحُكم تعبيرًا عن الخضوع لسلطة روما. واستخدم يسوع تشبيه حمل الصَّليب لإعطاء صورة عن غاية الخضوع المطلوب من أتباعه. فحمل الصَّليب يعني أن حياة التِّلميذ الأصيل تُحدِّدها حياة يسوع: لا بُدَّ له أن يتبعه في الزُّهد في النَّفس المُعبّر عنه بقبول الصَّليب بالتَّواضع والصَّبر والمجازفة بالحياة في سبيل يسوع والبِشارة. وهذه البِشارة قد تحمل التِّلميذ على التضحية بحياته، كما أنَّ رسالة يسوع بلغت به إلى الصَّليب. وهكذا من يتبع يسوع عليه التسليم الكامل لله والبذل حياته حتى الموت، دون أي رجوع أو نكوص. فالصَّليب ثمن للأمانة لله وللإخوة. فينبغي للتلميذ ألاَّ يموت في ذاته فحسب، فان الصَّليب الذي يحمله هو العلامة على انه يزهد في الدُّنيا أيضًا، ويقطع كل علاقاته الطبيعية (متى 10: 33-39) ويقبل وضعه كمُضطَّهد (متى23: 24). وإذا كان الصَّليب عارٌ عند اليهود، وحماقةٌ عند الوثنيّين؛ فهو عند المؤمنين رمز الخلاص (1قورنتس 1: 23-24). في الواقع، حمل يسوع صليبه، وهناك مسيحيون فعلوا مثله على ما يقول التقليد عن بُطرس واندراوس. وأمَّا إنجيل لوقا فقد أضاف عبارة "كل يوم" كما ورد في النص "يَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني" (لوقا 9: 23) وذلك للدلالة على أنَّ الصَّليب هو الرفيق اليومي للمسيحي. ولا بدَّ أنَّ ذكر الصَّليب أذهل تلاميذ يسوع، لأنَّهم كانوا يعلمون جيداً أنَّ الصَّليب لم يكن يُحمل لمجرد انه ثقل على حامله، بل على انه شيء يُسمّر عليه حتى يموت. الصَّليب في إنجيل مرقس لا يعني الضّيقات والأتعاب فحسب، إنما الموت أيضًا. وهذا ما يجب أن يتوقعه كل تلميذ من العَالَم. ومن يختبر عداوة لا بدَّ من أن ينتج عنها اضطهادات (مرقس 8: 34). قبول الصَّليب شرطٌ لا بدَّ منه للحصول على المَجْد. أمَّا عبارة " يَحمِلْ" في اصل اليوناني ἀράτω(معناها يرفع) فتشير إلى رفع الصَّليب عاليًا لكي يراه الجميع. وهو فعل اقوى من فعل ما ورد في موقع آخر في إنجيل متى" ومَن لم يَحمِلْ λαμβάνει صَليبَه ويَتبَعْني، فلَيسَ أَهْلاً لي (متى 10: 38). أمَّا عبارة "صليبَه" فتشير إلى تعيين الرَّبّ نوعية الصَّليب الذي على التِّلميذ أن يحمله، ألا وهو صليبه الخاص، وليس صليب المسيح الذي لا ولن يقدر أحد أن يحمله سواه. وهو الذي يحمله وحده بإرادته وكامل رضاه ومسرَّته بدلا عن البشرية كلها "لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة " (يوحنّا 3: 16). ويقول اللاهوتي ثيودورس المصّيصي "لا تدعوا الصَّليب يخيفكم، يقول الرَّبّ يسوع، ولا تدعوه يُشَكِّكُم في أقوالي" (شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا). أمَّا عبارة "يَتبَعْني" في الأصل اليوناني ἀκολουθείτω (معناه أن يكون قريبا من ويلتصق بي) فتشير إلى التسليم الكامل والمخاطرة حتى الموت دون أي رجوع أو نكوص، إذ ربط يسوع بين مصيره ومصير تلميذه. فعلى التِّلميذ أن يتبع الرَّبّ بالخضوع لإرادته وبالاقتداء بحياته. فان لم يكفر من أجله بنفسه ويجعل حياته ثمنا للخلاص فلن يستطيع أن يكون تلميذه. ويُعلق القدّيس أوغسطينوس "يحبّ الجميع الارتفاع بالمَجْد، لكن التواضع هو السّلّم التي يجب تسلّقه للوصول للمَجد. لذا، فيسوع لم يقل فقط: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه"، لكنّه أضاف: "فليَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني "(العظة 96). فإذا كان مَن يُحيينا قد تواضع إلى هذا الحدّ، فكم بالحريّ نحن علنيا أن نتواضع. وهناك ثلاثة شروط ينبغي أن يتممها كلُّ من يريد أن يتبع يسوع: الاستعداد للزهد في الذَّات، وحمل الصَّليب، وتسليم حياته للمسيح أي طاعة كاملة لكلِّ ما يسمح به الله. لا سلامَ للنفس ولا رجاءَ بالحياة الأبديّة إلاّ بالصَّليب. وفي هذا الصَّدد يقول كتاب الاقتداء بالمسيح "إن حملت الصَّليب طوعًا، حملك هو". لا يمكن أن يكون الإنْسَان مسيحيًا إلاّ بإنكار الذَّات وحمل الصَّليب.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يشترط يسوع لمن يريد أن يتبعه أن يحمل صليبه كما حمله هو
يشترط يسوع لمن يريد أن يتبعه أن يزهد في نفسه
يطلب يسوع من بُطرس أن يتبعه بحرية ليسير وراء معلمه
بيّن يسوع لهذا الرجل الذي يُريد أن يتبعه أن الحياة الرسولية
يشترط يسوع لمن يتبعه ان يحمل صليبه كما حمله


الساعة الآن 03:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024