يشترط يسوع لمن يتبعه ان يحمل صليبه كما حمله، وان يكون مستعداً لحَمْل صليب طبيعته الساقطة ومفتخرا بضعفه التي لا خلاص له إلاَّ بالثبات في المسيح. وبدعوة يسوع تلميذه لحمل صليبه فإنه يدعوه إلى معرفة يسوع وقوة قيامته وشركة آلامه متشبِّهين بموته كما جاء في تصريح بولس الرسول" فأَعرِفَهُ وأَعرِفَ قُوَّةَ قِيامتِه والمُشارَكَةَ في آلامِه فأَتمثَّلَ بِه في مَوتِه (فيلبّي 3: 10)، وإنّ حَمْلنا لصليبنا هو شركة في آلام المسيح وموته وقيامته. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول " فإِنِّي أَفتَخِرُ راضِيًا بِحالاتِ ضُعْفي لِتَحِلَّ بي قُدرَةُ المَسيح" (2 قورنتس 12: 9).
ويستخدم يسوع أسلوب الاقناع مع تلاميذه، حيث ان قبل تقرير المصير لمن يريد ان يتبعه ويصير تلميذا له يطلب منه ان يعرف بمن يقتدي به ويُبرهن عن انه يستطيع ذلك فيشترط عليه الزهد: "فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه"(متى 16: 24).