رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يضيء التَّجَلِّي النُّور على مصير الإنسان البَار، كما جاء في تعليم بولس الرَّسُول "سيُغَيِّرُ المسيح هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير فيَجعَلُه على صُورةِ جَسَدِه المَجيد بما لَه مِن قُدرَةٍ يُخضِعُ بِها لِنَفْسِه كُلَّ شيَء" (فيلبي 3: 21). وقالَ أيضًا: "لأنَّكُم قَد مُتُّم وَحَيَاتُكُم مُحتَجِبَةٌ مَعَ المَسِيحِ فِي الله. فَإذَا ظَهَرَ المَسِيحُ الَّذِي هُوَ حَيَاتُكُم، تَظهَرُونَ أنتُم أيضًا عِنَدَئِذٍ مَعَهُ" (قولسي 3: 3 -4). أكَّد حدث التَّجَلِّي الشعور المُسبَق للأبرار ومصيرهم، وذلك نتيجة ارتباطه بعيد المظال. فعيد المظال هو ثالث الأعياد السنوية الكبرى التي كان يجب فيها على كل ذكر في إسرائيل أن يتراءى أمام الرَّبّ في الموضع الذي يختاره (تثنية الاشتراع 16:16)، ويُعرَف بالعبرانية "سُّكُّوت"، הַסֻּכּוֹת واشتق الاسم من عادتهم في أن يسكنوا مظالًا أثناء مدة العبادة "يُقيمونَ في الأَكْواخِ سَبعَةَ أيَّام" (الأحبار 23: 40). فقد اختلط العيد بذكرى تاريخية وهي إقامة العبرانيين في المظال في البَرِّيَّة (عدد 12:29 -38). وتحقَّق هذا العيد في صورة أكمل وأعمق في العهد الجديد، حين تَجلَّى السَيِّد المسيح على جَبَل طابور أمام ثلاثة من تلاميذه، إذ رأى بُطرس الرَّسُول الحصاد الحقيقي قد تمّ، إذ ظهر السَيِّد المسيح في بهائه وحوله موسى وإيليَّا، واشتهى أن يقيم عيد مظال لا ينقطع، سائلًا السَيِّد المسيح أن يصنع ثلاث مظال، واحدة للمسيح وأخرى لموسى النبي وثالثة لإيليَّا، ليبقى التَّلاميذ في هذا العيد أبديًا (متى 17: 6). لكن السَيِّد المسيح أرسل مظلة سماوية وهي عبارة عن "سحابة منيرة ظللتهم" لكي يسحب قلب التَّلاميذ إلى الأزمنة الأخيرة حين يأتي السَيِّد على السحاب لا ليُقيم لهم مظال أرضية، بل ليدخل بهم إلى حضن أبيه. وقد دعا يسوع الحياة الأبدية "المَظال الأبدية" (يوحَنّا 16: 9). |
|