منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 08 - 2023, 11:57 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

آرميا النبي | تعزيات وسط الآلام



تعزيات وسط الآلام:

15 أَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَ. اذْكُرْنِي وَتَعَهَّدْنِي وَانْتَقِمْ لِي مِنْ مُضْطَهِدِيَّ. بِطُولِ أَنَاتِكَ لاَ تَأْخُذْنِي. اِعْرِفِ احْتِمَالِي الْعَارَ لأَجْلِكَ. 16 وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي، لأَنِّي دُعِيتُ بِاسْمِكَ يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ. 17 لَمْ أَجْلِسْ فِي مَحْفَلِ الْمَازِحِينَ مُبْتَهِجًا. مِنْ أَجْلِ يَدِكَ جَلَسْتُ وَحْدِي، لأَنَّكَ قَدْ مَلأْتَنِي غَضَبًا. 18 لِمَاذَا كَانَ وَجَعِي دَائِمًا وَجُرْحِي عَدِيمَ الشِّفَاءِ، يَأْبَى أَنْ يُشْفَى؟ أَتَكُونُ لِي مِثْلَ كَاذِبٍ، مِثْلَ مِيَاهٍ غَيْرِ دَائِمَةٍ؟

"أنت يا رب عَرَفْتَ.
اذكرني وتعهدني وأنتقم لي من مضطهديَّ.
بطول أناتك لا تأخذني.
اِعْرِف احتمالي العار لأجلك.
وُجد كلامك فأكلته،
فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي.
لأني دُعيتُ باسمك يا رب إله الجنود" [15-16].
كان إرميا النبي في حاجة إلى تعزيات سماوية وسط المُرّ الذي يعيش فيه، إذ كان محصورًا بين تطلعه إلى شعبه وهو يسقط تحت تأديبات قاسية وربما إلى هلاك أبدي إن أصر على شره، وبين مقاومة الكثيرين له.
أما تعزيات الله فمصدرها الآتي:

أ. أنه موضوع معرفة الرب


يقول: "أنت يا رب عرفت" [15].
في وسط الضعف نشعر كأن الأمور تسير اعتباطًا بلا خطة، لكن إرميا أدرك بإيمانه أن الله يعرف كل شيء، وليس شيء خفيًا عنه. حياته وحياة البشرية كلها في يد ضابط الكل، الذي يعرف كيف يحول حتى المُرّ إلى عذوبة.
"أنت يا رب عرفت" [15].
أنت يا رب تعرف مالا يخطر ببال أقرب الناس إليّ،
وما لا أجسر على النطق به،
وما أتحاشى أن أردده حتى في أعماق نفسي.
أنت تعرف حبي لك ولشعبك.
أنت تعرف مرارة نفسي وذوبانها لأجل خطايا بنت شعبي.
أنت تعرف إني أحترق بنار كلمة التأديب.
أنت تعرف ضعفي وعجزي التام عن تحقيق رسالتي!
ماذا أفعل إن تركتني أعمل بطاقاتي ومشاعري البشرية؟!
ب. موضوع تذكر الله ورعايته

"اذكرني وتعهدني وأنتقملي من مضطهديّ" [15].
كثيرًا ما يشعر الإنسان بالعزلة، وإهمال الكل له، وعدم مشاركة أحد له، لكن يكفيه أن يجد الله نفسه يذكره ويتعهده ويدافع عنه ضد مضطهديه.
يقصد بالمضطهدين هنا الأنبياء الكذبة الذين يدفعون الشعب إلى الهلاك. أما بالنسبة لنا فنرى في المضطهدين، ليس أبناء البشر، بل عدو الخير وأعماله الشريرة وحيله الخبيثة.
في وسط آلامه ربما عانى إرميا إلى حين من الشعور بالعزلة، مع إحساسه أنه منسى من أحبائه، وموضع سخرية الأشرار. لكنه في يقين الإيمان يُشبع الله كل احتياجاته: يذكره ويتعهده وينتقم له.
الله الذي عرفه وهو في البطن وذكره وتعهده وقدسه للعمل كنبي بين الشعوب يبقى يذكره ويتعهده وينتقم له حتى في أحلك اللحظات، ليس انتقامًا من أعداء شخصيين بل من مقاومي الحق الإلهي.
في الأصحاح العشرين نرى فشحور الكاهن يضرب إرميا ويضعه في المقطرة، ولكن مسكين فشحور الذي صار اسمه "مَجُورَ مِسَّابِيبَ" (إر 20: 3) أي المخيف لنفسه ولمحبيه! ما فعله لم يُرعب إرميا بل ارتد على نفسه وعلى محبيه المساعدين له في مقاومته لكلمة الرب.
ما نريد تأكيده أن الله يتذكرنا ويتعهدنا ويعمل بنا إن كنا به لا نرتعب ولا نخاف، لأنه هو عامل بمؤمنيه المتكئين عليه وسط تيارات العالم.
التذكار هنا لا يعني مجرد تذكار لأحداث ماضية، إنما هو استرداد للأحداث الماضية بطريقة عملية معاصرة. وكأن إرميا يطلب من الله أن يذكر من الماضي ما يعرفه عن إرميا ليعمل في حياته الحاضرة ويُنجح رسالته.
والتعهد هنا يعني "الافتقاد"، وهو افتقاد إلهي لا ليدين بل ليخلص خدامه العاملين حسب مسرته.
ج. طول أناة الله

لا يحمل إرميا النبي كراهية ضد إنسان، وإن طلب النقمة إنما يشتهي تأديب مقاومي الحق لأجل توبتهم ورجوعهمإلىالله... يشعر إرميا بضعفاته، لذلك لا يتحدث من موقع المعلم المتكبر أو الذي يشعر ببرٍ ذاتي، إنما من مركز الإنسان المحتاجإلى طول أناة الله، فيقول: "بطول أناتك لا تأخذني" [15].
في لحظات الضعف واليأس صرخ إرميا: "ويل لي يا أمي، لأنك ولدتيني إنسان خصام" [10]، لكنه إذ يكتفي بالله ويطلب منه أن يذكره ويتعهده...أي يعطيه قوة للعمل لحساب ملكوته يسأله ألا يتعجل أخذه من العالم حتى يحقق رسالته التي ائتمنه الله عليها، قائلًا: "بطول أناتك لا تأخذني" [15].
لنطلب شركة العار والآلام!
يقول العلامة أوريجينوس:
["اعرف احتمالي العار لأجلك" [16] أو "اعرف إنني شُتمتُ من أجلك من الذين يرفضون كلامك" (LXX). لنفترض أن النبي هو الذي يتكلم، بالفعل كان محتقرًا من الناس بسبب ما كان يتكلم به، إذ كان الخطاة يرفضون سماعه؛ لذلك قال: "صرت للضحك كل النهار" (إر 20: 7). كان يُشتَم من أجل الكلام الذي كان يقوله الرب على لسانه، وكان يُصلي بسبب هذه الشتائم الواقعة عليه لكي ينقذه الله ويساعده، قائلًا: "اعرف إنني شُتمت من أجلك من الذين يرفضون كلامك". يضيف أيضًا طالبًا من الله: "أفنهم" [15] (LXX). نفترض أن إرميا هو الذي يقول "أفنهم"، وإن كنت أعتقد أن هذه الكلمة توافق بالأكثر السيد المسيح، حيث تحققت طلبته، فكان فناء عظيم لمنطقة أورشليم وللشعب، بعدما تآمروا على المخلص وقتلوه.
إذ تألم الأنبياء كثيرًا بسبب توبيخاتهم للشعب، وبكونهم سفراء الكلمة حينما ينطقون بما يأمرهم به الله، من الضروري أن نذكّر السامعين ما هي حياة الأنبياء، وما هي الوعود التي أخذوها، وأيضًا نُذكّرَكُم أن الاختيار متروك لنا، فإن أردنا أن تكون لنا راحة في أحضان هؤلاء الأنبياء، يجب علينا - على قدر استطاعتنا - أن نعمل الأعمال التي عملوها.
ما أريد أن أقوله لكم يتلخص في الآتي: كثيرًا ما نقول في صلواتنا: يا الله القوي، اعطنا أن تكون لنا شركة (نصيب) مع الأنبياء، اعطنا أن تكون لنا شركة مع رسلك، لكي نوجد مع ابنك الحبيب يسوع المسيح. لكننا لسنا ندرك ماذا نطلب، لأن هذا الكلام معناه: يا رب اعطنا أن نتألم كما تألم الأنبياء، اعطنا أن نكون مكروهين مثلهم، اعطنا أن نبشر بكلمات يضطهدنا الناس بسببها، اعطنا أن نسقط في مؤامرات كثيرة كما حدث للرسل. فإنه لا يليق بنا أن نقول: "اعطنا يا رب شركة مع الأنبياء"، ونحن لا نتألم مثلهم ولا نريد أن نتألم. لا يليق بنا أن نقول: "أعطنا يا رب شركة مع رسلك"، ونحن غير مستعدين أن نقول بكل صراحة مع بولس الرسول: "في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مرارًا كثيرة" (2 كو 11: 23).
إذ نريد أن يكون لنا نصيب مع الأنبياء، لننظر إلى حياتهم، وإلى ما قاسوه من أتعاب وآلام بسبب توبيخاتهم للشعب؛ "رُجموا، نشروا، جربوا، ماتوا قتلًا بالسيف، طافوا في جلود غنم وجلود معزى، معتازين، مكروبين، مذلّين، تائهين في براري ومغاير وشقوق الأرض" (عب 11: 37-38).
إذن لا عجب إن تعرضناإلى الافتراء والبغضة والاتهامات الباطلة، إن أردنا أن نحيا حياة الأنبياء. لا بُد أن نحتمل كل ذلك بفرح، فلا نتذمر ولا نتكلم بالشر على الذين طردونا أو على الذين أصدروا الأوامر باضطهادنا. فإن الرسل، هؤلاء الأبطال المدهشين الذين قاسوا آلاف الأتعاب من أجل الحق، كانوا يقولون: "لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح" (2 كو 12: 10).
يمكننا أن نذوق هذا السرور، لو أدركنا فقط أن كل هذه الاضطهادات التي نتحملهاهي من أجل المسيح وحده، ولو عرفنا أن سبب هذه الضيقات التي نتعرض لها هو السيد المسيح، وأننا نقدم أبطالًا للحق، يحكمون علينا لأننا سفراء كلمة الله (أف 6: 20). لنحاول نحن جميعًا، على قدر استطاعتنا، أن نحيا حياة الأنبياء والرسل، دون أن نهرب من الأتعاب، لأنه لو هرب المصارع من أتعاب المنافسة لن يتمتع بإكليل النصرة].
د. كلمة الله المفرحة

وسط الآلام المُرّة، ومع إدراكه لكلمة الله التي تؤدب كان إرميا في يقين أنها مصدر فرحه وبهجة قلبه، إذ يقول: "وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي، لأني دُعيت باسمك يا رب إله الجنود" [16]. كلمة الله تهب رجاءً يفرح القلب.
أكل إرميا النبي كلام الرب، إذ سبق فأعلن أن الله وضع كلامه في فمه (إر 1: 9). يشير الأكل هناإلى قبول الكلام أو قبول الدعوة للخدمة قبولًا تامًا، لذا لم يقل "تذوقته" بل "أكلته". اتحد بكلام الله فصار واحدًا معها، أو صارت الكلمات الإلهية جزءًا لا يتجزأ منه. جاء في سفر التثنية: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان" (تث 8: 3). ويقدم لنا إشعياء النبي كلمة الله طعامًا وشرابًا للنفس (إش 11)، وصدر الأمر لحزقيال النبي أن يأكل الدرج الذي أعطاه الله إياه فكان في فمه كالعسل حلاوة (حز 2: 1-3).
"فكان كلامكلي للفرح والبهجة" [16]، ارتبطت الكلمتان معًا في (إر 7: 34؛ 16: 9) بالعريس والعروس كما جاء عن العريس الكلمة: "في يوم عرسه وفي يوم فرح قلبه" (نش 3: 11). إن كان إرميا قد دُعي ليبقى غير متزوجٍ (إر 16: 2) إلا أنه بقبوله كلمة الله وغذائه بها صار له بهجة العرس على مستوى فائق، تتحد نفسه كعروس بالعريس السماوي.
كلمة الله التي دخلت بهإلى الخصام، فصار في خزيٍ وعارٍ في أعين القيادات والشعب، جعلته في بهجة عرسٍ أبدي وفرحٍ فائق لا يُعبر عنه! أما ان إرميا قد دعي عليه اسم الرب [16] فيعني أنه صار في ملكيته، كما يُدعى اسمه على بيته المقدس (إر 7: 10). وكأن إرميا صار عروسًا روحية وبيتًا روحيًّا للرب.
يقول العلامة أوريجينوس:
["وسيكون كلامكلي مصدرًا للفرح" [16] (LXX). إنه ليس مصدرًا لفرحي الآن، لكنه "سيكون". لأنه إذا كانت كلمتك الآن في الوقت الحاضر مصدرًا لسجني وآلامي واضطهادي ففي نهاية كل ذلك تكون مصدرًا لفرحي.
"وسيكون كلامكلي مصدرًا للفرح ولبهجة قلبي، لأني دُعيت باسمك يا رب إله الجنود". حتى إذا كان السيد المسيح هو المتكلم هنا، فإن اسم الآب قد دُعي عليه.
"لم أجلس في محفل المازحين مبتهجًا" [17]؛ إذا حدث أن رأى النبي أن المحفل لا يضم أناسًا جادين بل مازحين، كان يتجنب الاشتراك فيه. يجب علينا أن نفهم الفرق بين محفل المازحين ومحفل الجادّين. فإن جماعة الجادين تفعل كل شيء بجدية وتحتكمإلىالمنطق في كل تصرفاتها، لها عقيدة جادة، وحياة جادة. لكن حينما تقوم الجماعة (المحفل) بترك الجدية اللازمة في الأمور الهامة، وتنصرفإلىحياة اللهو وإلى الأعمال الصبيانية التي لهذا العالم، وإلى الأعمال المتولدة من الرذيلة، تتحولإلى محفلٍ للمازحين. يقول النبي: "لم أجلس في محفل المازحين مبتهجًا، من أجل يدك جلست وحدي لأنك قد ملأتني غضبًا (خوفًا)".
أمام الاختيارين: إما أن نجلس في محفل المازحين فنُغضب الله، أو نترك محفل المازحين برضانا فنُفرح الله. يقول إرميا: لقد اخترت أن أترك محفل المازحين وأن أكون صديقًا لك، بدلًا من أن أفعل العكس فأصير عدوًا لسعادتك (أي أكون سبب غضبك).
مخلصنا أيضًا لم يجلس في محفلهم "محفل المازحين" لكنه قام وتركه، والدليل على هذا أنه قال: "هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا"، لقد ترك السيد المسيح محفل اليهود وأقام لنفسه محفلًا آخر هو كنيسة الأم].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عن الآلام والأحزان سأحدثكم عن تعزيات الروح
آرميا النبي | تسبحة وسط الآلام
آرميا النبي | يقدم الله أيضًا إجابة لتساؤل النبي
طوبيت: غايته تعزيات الله وسط الآلام
إذا تركتَ تعزيات الله ... وبحثت عن تعزيات الناس ... فقدتَ هذه وتلك


الساعة الآن 01:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025