رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والحاجة إلى مياه الروح يتحدث النبي في الأصحاحين 14، 15 عن قحط طويل الأمد سمح به الرب للتأديب، مع سقوطٍ تحت السيف والأوبئة والسبي كثمرٍ طبيعي لعصيان الشعب الذي دخل مع الله في ميثاق ولم يفِ بتعهده. صرخ الشعب لكن الله لم يستجب، لأنهم طلبوا الخلاص منه دون رجوع إلى الله وبغير توبة صادقة، فصارت طلبتهم رديئة (يع 4: 3)، خاصة أنهم استمعوا لخداع الأنبياء الكذبة. رفض الله صلواتهم حتى يكتشفوا القحط الداخلي الذي حلّ بنفوسهم، فقد كانت صلواتهم منصبة على رفع القحط، إذ حزنوا على فقدانهم الخيرات الزمنية، لا على فقدانهم الله مصدر الخيرات. واضح من هذا الأصحاح أن إرميا النبي أدرك أن رسالته الأولى هي أن يشفع في شعبه أمام الله، لكن هناك حاجة إلى عمل الروح القدس (مياه المعمودية) وإلى تبكيت الروح القدس حتى بالتوبة تُشفي جراحاتهم، ويُنزع عنهم القحط الروحي. يُسمي البعض هذا الأصحاح "ليتورجية القحط"، وضعها إرميا النبي لكي يصليها الشعب كما كل مؤمنٍ في المناسبات بروح التوبة الجماعية والرجوع إلى الله. إن كانت لم تُمارس في عصره كما ينبغي، لكنها بقيت ليتورجيا للتوبة يعيشها المؤمن في عصور لاحقة. أخيرًا فإن الله سمح بالقحط كتأديب مبدئي أو تدريجي، حتى إذا لم يسمعوا للصوت الإلهي يسمح بالسبي كخطوة تالية. |
|