رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحاجة إلى المسيح الكلمة: 18 مَنْ مُفَرِّجٌ عَنِّي الْحُزْنَ؟ قَلْبِي فِيَّ سَقِيمٌ. 19 هُوَذَا صَوْتُ اسْتِغَاثَةِ بِنْتِ شَعْبِي مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ: « أَلَعَلَّ الرَّبَّ لَيْسَ فِي صِهْيَوْنَ، أَوْ مَلِكَهَا لَيْسَ فِيهَا؟» «لِمَاذَا أَغَاظُونِي بِمَنْحُوتَاتِهِمْ، بِأَبَاطِيلَ غَرِيبَةٍ؟» 20 «مَضَى الْحَصَادُ، انْتَهَى الصَّيْفُ، وَنَحْنُ لَمْ نَخْلُصْ!» 21 مِنْ أَجْلِ سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي انْسَحَقْتُ. حَزِنْتُ. أَخَذَتْنِي دَهْشَةٌ. 22 أَلَيْسَ بَلَسَانٌ فِي جِلْعَادَ، أَمْ لَيْسَ هُنَاكَ طَبِيبٌ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تُعْصَبْ بِنْتُ شَعْبِي؟ أدرك النبي إرميا ما وصل إليه الشعب في علاقتهم بالشريعة، إنهم يحفظونها دون توقف عن العبادة الوثنية، فيخلطون الحق بالباطل [1-3]، يقرأونها دون تقديم توبة واشتياق نحو الرجوع إلى الله [4-12]، يعتزون بها دون أن يحملوا ثمر الروح [13-17] فامتلأ قلبه مرارة، وبدأ يتساءل: ما هو الحل؟ أما من دواء لهذا الشعب؟ أما من طبيب يهتم بهم؟ عبَّر عن مرارة نفسه، قائلًا: "من مفرِّج عني الحزن؟ قلبي فيّ سقيم" [18]. هكذا لم يقف إرميا شامتًا في ذلك الشعب الذي لم يسمع له، بل وقاومه بشدة، إنما كان يئن مع أنَّاتهم، إذ أدرك بروح النبوة ما سيحل بهم في السبي. هذا هو روح الحق المملوء حبًا الذي به يشعر إرميا أن جراحات شعبه إنما هي جراحاته هو، تمزق جسده، وتحطم حياته. لقد اهتزت نفسه فيه جدًا، فقال "أخذتني دهشة"، أي حلّ به رعدة في أعماقه. كأنه يتشبه بمخلصه الذي دخل إلى البستان يحمل آلامنا في جسده، صارخًا: "نفسي حزينة جدًا حتى الموت". لم يقف إرميا النبي متفرجًا، لكنه دخل مع شعبه إلى أتون الألم، تمزق قلبه تمامًا، قائلًا: "قلبي في سقيم" [18]. يليق بنا كغرباء على الأرض أن نهتم بالغرباء، وكأناس معرضين للسقوط تحت الضيق أن نسند المتضايقين، إذ يقول الرسول: "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3). لا نشاركهم بالرثاء المجرد بل بالحب العامل، نشعر بالشركة الحقيقية مع كل عضو. "فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه" (1 كو 12: 26)؛ "فرحًا مع الفرحين وبكاءً مع الباكين" (رو 12: 15). هذه الشركة عاشها أولاد الله في العهدين القديم والجديد، فيقول إرميا النبي وهو يرى شعبه منسحقًا بسبب السبي رغم مقاومة الشعب له: "من أجل سحق بنت شعبي انسحقت، حزنت، أخذتني دهشة" [21]، ويقول الرسول: "من يضعف وأنا لا أضعف، من يعثر وأنا لا ألتهب؟!" (2 كو 11: 29). وتظهر شركة الحب العملي في كلمات آباء الكنيسة المحبين فيقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليس شيء أحب إليّ أكثر منكم، لا، ولا حتى النور!إني أود أن أقدم بكل سرور عيني ربوات المرات وأكثر - ما أمكن من أجل توبة نفوسكم...! إني أحبكم، حتى أذوب فيكم، وتكونونلي كل شيء، أبي وأمي وإخوتي وأولادي]. سمع النبي بروح الحب صوت شعبه في أرض السبي يستغيثون وليس من مجيب: "ألعل الرب ليس في صهيون؟ أو ملكها ليس فيه؟...! أليس بلسان (دواء) في جلعاد ؟ فلماذا لم تُعصب بنت شعبي؟!" [19-22]. لم يستطع رجال العهد القديم أن يتمتعوا بالإجابة على هذه الأسئلة إلا قلة قليلة خلال الرموز والظلال، لذا كانوا يصرخون: "مضى الحصاد، انتهى الصيف، ونحن لم نخلص" [20]. إذ كان الفلاحون يتوقعون في ذلك الحين أن يحصدوا الحنطة في الفترة ما بين شهري إبريل ومايو، وإن لم تأتِ الحنطة بحصاد يترجون حصاد العنب والتين والزيتون إلخ. في الصيف. لكن عبر وقت الحصاد وانتهى الصيف وليس من ثمر! أي رجاء لهم بعد؟ رجاؤنا في السيد المسيح القائل: أنا هو البلسان، أنا هو الطبيب! "من أجل سحق بنت شعبي انسحقت، حزنت، أخذتني دهشة" [21]. وجدنا الإجابة في مسيحنا الذي بصليبه انسحق ليردنا من سبي الخطية، ويدخل بنا إلى أورشليمه السماوية، ويقيمنا ملوكًا وكهنة لله أبيه. يقدم لنا مسيحنا طرق علاج كثيرة: * إنكم تجدون بالحق طرق علاجٍ كثيرة من الشر في الكتاب المقدس، أدوية كثيرة تخلصكم من الدوار وترد لكم الصحة، أسرار الموت والقيامة، عبارات الدينونة المرعبة والعقاب الأبدي، تعاليم التوبة وغفران الخطايا، وتوضيحات بلا حصر عن الندامة مثل الدرهم (المفقود)، والخروف (الضال)، والابن الذي أنفق ماله مع الزواني، الذي كان ضالًا وُوجد، وميتًا فعاش (لو 15). ليتنا لا نستخدم طرق العلاج هذه بطريقة شريرة، وإنما لنستخدمها لشفاء نفوسنا. فكر في يومِك الأخير .. القديس باسيليوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | الحاجة إلى التوبة |
آرميا النبي | يمكنك بواسطة الابن الكلمة أن تصعد إلى السماء |
آرميا النبي | الحاجة إلى مياه الروح |
آرميا النبي | صار رمزًا للسيد المسيح |
آرميا النبي | الحاجة إلى التوبة |