رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التواضع المسيحي هو مجد حقيقي ان كلمات الملاك لمريم لا تعكس ما دار في فِكرها فلقد اختبرت نفسها ارتباك مقدس مشمول ببعض الخوف من الذي يحدث أمامها فقد يكون وهم او زئير من روح مجربة للإنسان. لكن الملاك قال لها:” مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ»“(لوقا28:1) ولكنها تعتبر نفسها اقل من الكل ولم تفهم مثل ذلك التسبيح الذى وُهب لها. وقال لها الملاك أيضا:” لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.“(لوقا30:1)، واذا ما قبلت ستصبح أماً لإبن”يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ»“(لوقا 32:1-33). ان التفكير في ذلك المجد المتوقع جعل مريم لا تفكر الا في كونها خادمة للرب وهذا وحده يكفيها فخرا ومجدا عن كونها ام العليّ. اذا ما كنت تلهث وراء المجد فالعذراء مريم تعلمك اين تجد ذلك المجد فالمجد الأصلي والحقيقي موجود في تواضعك وذلك ما علّمه الله لنا وكما هو مكتوب “أَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هكَذَا، بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ، وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ.“(لوقا26:22). هذا النوع من العظمة قوي وثابت وأكيد فلا يمكن لأحد ان يجادلك او يأخذه منك. فإذا ما أصبحت الأقل ستصبح الأعظم. ان التفكير في انك لا شيئ سيجعلك تتضع وفي ذلك الفعل سيرفعك الله الذي تعترف انت ان كل العظمة والمجد هو منه وحده. ان التواضع سوف يحررك من الإحترام الزائف من الناس ومن الأفكار التي بلا قيمة ما بين البشر ويمكنك ان تقول مثل بولس الرسول:” وَأَمَّا أَنَا فَأَقَلُّ شَيْءٍ عِنْدِي أَنْ يُحْكَمَ فِيَّ مِنْكُمْ، أَوْ مِنْ يَوْمِ بَشَرٍ. بَلْ لَسْتُ أَحْكُمُ فِي نَفْسِي أَيْضًا. فَإِنِّي لَسْتُ أَشْعُرُ بِشَيْءٍ فِي ذَاتِي. لكِنَّنِي لَسْتُ بِذلِكَ مُبَرَّرًا. وَلكِنَّ الَّذِي يَحْكُمُ فِيَّ هُوَ الرَّبُّ إِذًا لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ. وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ.“(1كورنثوس3:4-5). ان التواضع سيجعلك تنظر بعدم اهتمام لمجد العالم فخلفه يتربص وهم وفراغ، كذلك التواضعسيعلمك ان لا تشعر بالغيرة من قريبك او جيرانك ولكن تكرمه كلما رأيته يرتقي ويتقدم سواء في الدرجة او التقدير. ان الانسان الطبيعي ينظر الى التواضع كأساس لأنه يحكم كاملا طبقا للمشاعر والأحاسيس ولكل شيئ ملموس. حتى الآن فالتواضع هو أحد الفضائل الملائمة لتجعل الإنسان عظيما وذو قلب نبيل وفوق كل الفضائل فالتواضع هو واحدة الأكثر ثباتا والأكثر قوة لثبات النفس. ان يسوع كان متضعا ومحبا للتواضع لأنه عرف مقدار ذلك في عين أبوه السماوي وهذا نجده عندما اتضع فأعلن الأب اسماوي مسرّته بذلك:” « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ” (متى17:3)، وأيضا عندما سبحت الملائكة قائلة عند مولده:” «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»“(لوقا14:2) فإذا ما أصبحت متضعا مثل يسوع فا، فهل يوجد أي شيئ أروع من ذلك؟. صلاة: يا سلطانة السماء، فيكِ تحققت النبوءة بشكل واضح “فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.“(متى12:23)، وفي الحقيقة انكِ قد ارتفعت بسبب اتضاعك العظيم، فأحصلي لي يا مريم على النِعم التي أحتاجها لكي أحطم الكبرياء المسيطر عليّ وان ألبي دعوة الله كي اتضع على مثاله ومثالك. آمين. اكرام: ضع اعمالك ونشاطاتك تحت حماية مريم نافذة: يا حافظة الزروع احفظينا وباركي اعمالنا |
|