رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أفإيّاي يغيظون يقول الرب؟ أليس أنفسهم لأجل خزي وجوههم؟ لذلك يقول السيد الرب: ها غضبي وغيظي ينسكبان على هذا الموضع على الناس وعلى البهائم وعلى شجر الحقل وعلى ثمر الأرض فيتقدان ولا ينطفئان" [20]. إن كانت الذبيحة هي سرّ المصالحة مع الله لكي يجد الإنسان له موضعًا في حضنه بالمسيح الذبيح، فما قيمتها إن ُقدمت مع إصرار الإنسان على عدم المصالحة وعدم الرغبة في الدخول إلى حضن الله؟! لهذا يعاتبهم قائلًا: "لأني لم أكلم آباءكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة، بل أوصيتهم بهذا الأمر، قائلًا: اسمعوا صوتي فأكون لكم إلهًا وأنتم تكونونليشعبًا..." [22-23]. هذا العتاب بعينه قاله على لسان عاموس النبي: "هل قدمتم لي ذبائح وتقدمات في البرية أربعين سنة يا بيت إسرائيل؟!" (عا 5: 25). رفض الذبيحة ليس بسبب شرٍ فيها، وإنما بسبب شرهم. * إذ لم يؤمنوا ساروا في الفهم الخاطئ للشريعة، يفسرون الأمور حسب فهمهم وليس حسب فهم الكتاب المقدس. وبطريقة ريائية تفسد النصوص الواضحة للكتاب... لهذا حذرهم بإرميا... فإنهم إذ ظهروا أنهم يحفظون الفصح كانوا عاجزين عن أن يُعبروا عن الفرح والبهجة، كما قال إرميا: "وأبطل من مدن يهوذا ومن شوارع أورشليم صوت الطرب وصوت الفرح، صوت العريس وصوت العروس" (إر 7: 34)... لهذا فإن هذه الذبائح والتقدمات لن تُسر الله، ولا طلبتها الكلمة الإلهية منهم. البابا أثناسيوس الرسولي * هذا تفسيري، وإنني أرجو في الرب أن يمنحني بصلواتكم ألا أكون بعيدًا عن الحق. يبدولي أن الله لم يعطِ وصاياه وشرائعه بخصوص الذبائح عندما أخرجهم من مصر في الحال. ولا ذاك الذي قدم الشريعة عني بالمحرقات في ذاتها هكذا، إنما كان يتطلع إلى ما ترمز إليه وما تشير إليه: "لأن الناموس له ظل الخيرات العتيدة" (عب 10: 1) وأن هذه الفرائض "موضوعة إلى وقت الإصلاح" (عب 9: 10). لهذا السبب لا يعالج الناموس موضوع الذبائح مع أنه يحوي أوامر خاصة بها. البابا أثناسيوس الرسولي * لا يقبل منكم الذبائح، ولا أمركم بتقديمها عن احتياج إليها إنما بسبب خطاياكم. القديس يوستين الشهيد * ماذا يقول؟ "لأني لم أكلم آباءكم بهذه الأمور يوم أخرجتهم من أرض مصر، بل أوصيتهم: لا يحمل أحد فكرًا في قلبه ضد أخيه" (إر 7: 22-23، زك 7: 10). العلامة أوريجينوس * إذا كنا غير فاقدي الذكاء فعلينا إن نفهم مقاصد الله وصلاحه... إنه يقول: "الذبيحة لله قلب متواضع" (مز 50: 19)، والقلب المنسحق عطر للرب الذي خلقه. رسالة برناباس * أخشى لئلا يُقال عنا نفس الشيء: "انظر ماذا يفعلون؟ ليس من يطلب أمور المسيح، بل الكل يطلب ما لذواتهم. أطفالهم يجرون نحو الدنس، وآباؤهم يجرون نحو الطمع والنهب، ونساؤهم إذ لا يرجعن أزواجهن عن مغريات العالم وأباطيله يلهبوا شهواتهم للعالم. القديس يوحنا الذهبي الفم عرف إرميا النبي والكاهن أن الله أمرهم بتقديم ذبيحة الفصح في مصر قبيل خروجهم، كما قدم شرائع خاصة بالذبائح في الشريعة الموسوية؛ بل وأدرك اليهود خلال التقليد الشفوي منذ آدم وما بعده: إبراهيم وإسحق ويعقوب عن ضرورة تقديم ذبائح دموية، فلماذا يقول هنا: "لأني لم أكلم آباءكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة" [22]؟ أوضح ذلك بتكملة الحديث أنهم سلكوا بروح العصيان ولم يسمعوا لأنبيائه وكانوا غير مستعدين للاستماع، فحُسبت وصية تقديم المحرقات والذبائح بلا قيمة |
|