12 - 08 - 2023, 03:34 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
“بِركة بيت حِسدا” أي “بيت الرحمة”.
وبناء على هذا الاعتقاد، اجتمع جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج ومشلولين، يتوقعون تحريك الماء. والكل يتوق للنزول بعد أن ينزل الملاك ويحرك الماء.
* * * الكل كان على أُهْبَة الاستعداد. ولكن في وسط هذا الحشد الهائل من الناس، فوجئنا بشخص عظيم يقوم بزيارة مفاجئة لهذه المستشفى. لم يكن شخصًا عاديـًا، كما عرفت فيما بعد من الشيخ يوحنا، بل إنه الطبيب العظيم، والذي عنده القدرة والسلطان على الشفاء من جميع الأمراض. والعجيب أن هذا الشخص العظيم دخل المستشفى متخفيـًا في زي رَجلٍ عادي، كأنه من عامة الشعب. وبدأ يتفقّد المرضى بعينين فاحصتين، كاشفًا عن القلوب والكُلى دون أجهزة تحاليل متطورة أو أجهزة أشعة ذات تقنيات عالية. لم يكن محتاجـًا إلى كل هذه الأجهزة، بل كان يكفيه أن يقف أمام المريض برهةً، فيعرف كل ما يشتكي منه.
* * * أثناء تجواله وسط المرضى، إذ به يقف عند حالة فريدة من نوعها، فقد كان المريضُ له زمانًا كثيرًا، فقد كان مريضًا منذ ثمانٍ وثلاثين سنة، مُلقى على الفراش لا يستطيع الحركة. ربما نتيجةً للمدة الزمنية الطويلة، أُصيب بما يُسَمّى بقُرَح الفراش التي جعلت حتى أصحاب القلوب الرحيمة ينفرون منه لأنهم لا يحتملون الرائحة الكريهة التي كانت تسببها هذه القُرَح. وحتى المرضى الذين كانوا معه في ذات القسم، كانوا كثيرًا ما يشمئزون من هذه الرائحة. ولكن هذا الطبيب العظيم، نراه يتَّجِه إلى القسم الذي يرقد فيه هذا الرجل.
ووسط دهشة الجميع، يتجِها إلى هذا الرجل بالذات. وقف الطبيب وحوله لفيف من خدامه، يسُدون بأياديهم أُنوفَهم إتقاءً لهذه الرائحة الكريهة، ولكن لم يجسر أحدهم أن ينطق ببنت شفة. وبدأ الطبيب بالكلام مع الرجل المريض، وابتسامة عريضة على فمه بعثت الأمل من جديد في هذا الرجل، قائلاً: «أتريد أن تبرأ؟».
وقعت هذه الكلمات على هذا مسامع هذا الرجل وقوع الصاعقة، ومن هول الدهشة أجاب قائلاً:
«يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ»
(يوحنا5: 7).
فقال له الطبيب العظيم، الرب يسوع المسيح: «قُمِ! احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ. فَحَالاً بَرِئَ الإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى. وَكَانَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ سَبْتٌ.»
(يوحنا5: 8-9).
بحق كان هذا عملاً عظيمًا مُدهِشـًا؛ أن رجلاً بمثل هذه الحال يُشفى بهذه السرعة. ولكن ما أثار دهشتي أكثر هو ردود الأفعال بعد هذه المعجزة العظيمة، فلقد دهشت من أمرين وهما:
|