رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدخول إلى الخزي والعار: "وقد أكل الخزي تعب آبائنا منذ صبانا، غنمهم وبقرهم، بنيهم وبناتهم. نضطجع في خزينا ويغطينا خجلنا (ببرقع)، لأننا إلى الرب إلهنا أخطأنا نحن وآباؤنا، منذ صبانا إلى هذا اليوم، ولم نسمع لصوت الرب إلهنا" [24-25]. لا يقف عمل الخطية عند فقدان السلام الداخلي وتحطيم روح التمييز ليعيش الإنسان يتخبط، يظن الحق باطلًا، والباطل حقًا، الحياة الزمنية خالدة، والسماء خيالًا، وإنما تدخل به الخزي (bosheth) الذي يحطم كل تعبه منذ صباه. يقول سليمان الحكيم: "البر يرفع شأن الأمة، وعار الشعوب الخطية" (أم 14: 34). وعندما دخل الشعب أرض كنعان وقدموا عبادة مقدسة، دُعِي الموضع "الجلجال"، ويعني "الدحرجة" إذ دحرج عنهم العار (يش 5: 9)، عار العبودية رمز الخطية. لقد دَعَى شاول ابنه "ايشبوشث" (2 صم 2: 8)، أي "رجل العار"... هذا هو ثمر الخطية! تكمن خطورة الخطية في كونها مخادعة. بينما تدفع النفس إلى الخزي والعار، يفتخر البعض بها، ويحسبونها مجدًا لهم... عوض أن يقفوا فيخزي وعارٍ أمام الله، وقدام أنفسهم يعترفون بما حلَّ بهم بسبب خطاياهم. بمعنى آخر بالتوبة والاعتراف نضرب عار الخطية وخزيها بشعورنا بالخجل والخزي والعار! يقول العلامة أوريجينوس: ["وقد أكل الخزي تعب آبائنا منذ صبانا..." [24]. يجب أن يكون هناك خزي حتى يأكل التعب الباطل والأعمال الكاذبة التي لآبائنا، فإنه بدون الخزي لن ُتستهلك (تنتهي) هذه الأعمال الباطلة والكاذبة... يوجد خطاة ليس عندهم خزي ولا حياء من خطاياهم، إذ لا يخجلون منها. هؤلاء هم الذين فقدوا كل حس وأسلموا لكل نجاسة. إنكم ترون بالفعل كيف تستعرض الشعوب الأممية أحيانًا قائمة فسقهم وزناهم، ويفتخرون بها كما لو كانت أعمال بطولة، دون أن يخجلوا من ممارستهم هذه الأعمال، ودون أن يطلقوا عليها "خطايا". ما دام ليس عندهم "الخزي" لن تُؤكل (تُمحى) خطاياهم. بداية الصلاح هو الشعور بالخجل مما كنا لا نخجل منه قبلًا]. |
|