رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اَلرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ ثَبَّتَ كُرْسِيَّهُ، وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى الْكُلِّ تَسُودُ [19]. عرش الله عالٍ في السماء، ليس ما يعلو عليه، ولا ما يُقارَن به، ولا ما يصحبه، ولا ما يعنيه، ولا ما يعوقه عن العمل، ولا ما يخفيه (راجع أي 9: 4؛ إش 44: 28؛ 46: 10؛ أف 1: 5؛ في 2: 13). ينسب الله كرسيه للسماوات، لأنها أسمى من الأرض بارتباكاتها المستمرة واضطراباتها وعدم ثباتها. قيل عن الأرض: "المزعزع الأرض من مقرها فتتزلزل أعمدتها" (أي 4: 6). السماوات مرتفعة لا تتسلل إليها خداعات الشياطين، ولا المكر البشري، ولن يلحقها دنس أو نجاسة، إنما هي طاهرة ونقية ومجيدة. * من هو إلا المسيح الذي يعد عرشه في السماء؟ هذا الذي نزل وصعد، هذا الذي مات وقام من الأموات. هذا الذي رَفَعَ إلى السماء الناسوت الذي أخذه لنفسه، مُعدًا العرش في السماء. القديس أغسطينوس * السماء هي أعلى وأجمل من المخلوقات المنظورة، لذلك يخصها الناس كمكانٍ له، كما يخصصون أشرف الأماكن للملك الأرضي. وأيضًا لوجود مراتب الملائكة فيها. ويقال إنه راكب وجالس ومستقر عليهم، وذلك لرضاه عنهم من أجل طهارتهم وقداستهم. وأيضًا لأن نفوس الصديقين تصعد إلى هناك، وإلى هناك صعد بجسده بعد قيامته من الأموات، ومن هناك سيأتي بعد انقضاء الدهر ليدين العالم... ولئلا يُظَن بأنه محصور، وأن سيادته في السماء فقط، ألحق النبي بقوله: "ومملكته على الكل تسود". أما سيادته على الناس فنوعان: قهرًا أو طوعًا. يسود قهرًا على غير المستحقين لملكوته، لأنه مبدع الكافة وسيدها؛ وأما طوعًا، فيسود على الصديقين الذين أعد لهم ملكوت السماوات. لأجل هذا سبيلنا نحن المؤمنين أن نجعل سيرتنا في السماوات التي منها ننتظر الرب يسوع مخلصنا (في 3: 20)، كما كتب الرسول بولس: "إن كنتم قد قُمْتم مع المسيح، فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله" (كو 3: 1). طوبى للذين يخضعون لسيادة الرب طوعًا. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|