رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تغيير الأجساد «لا نرقد كـلنا، ولكـننا كل نتغير ...سيُبوَّق، فيقُام الأموات .. ونحن نتغيَّر» ( 1كورنثوس 15: 51 ، 52) إن هدف الإنجيل هو أن يمنح الحياة الأبدية لكل الذين يؤمنون بالمسيح. ثم يُعلِّمنا الإنجيل علم اليقين أن هؤلاء المؤمنين ستتغيَّر أجسادهم إلى صورة جسد مجد المسيح، فنحن سنندهش إزاء ما ستكون عليه أجسامنا عند مجيئه. يقول يوحنا الرسول: «لم يُظهَر بعد ماذا سنكون، ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو» ( 1يو 3: 2 ) ما أعجبه فكرًا! سنكون مثله، سنتغيَّر إلى صورة جسد مجدهِ! المسيح «سيُغيِّر شكل جسد تواضعنا» ( في 3: 21 ). عندما أخذ الرب بطرس ويعقوب ويوحنا إلى الجبل المقدس نقرأ أن هيئته قد تغيَّرت قدامهم ( مت 2: 17 ) فقد ظهر المسيح أثناء هذه الفترة القصيرة في جسده المُمجَّد. إن الخطية تسكن الآن في الجسد كمبدأ، حتى إن المؤمن يجب أن يُقرِّر «فإني أعلم أنه ليس ساكنٌ فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالح» ( رو 18: 7 ). وكلمة «يُغيِّر» تُشير إلى الجزء الجسدي في الإنسان. ويُحدِّثنا علم الأحياء عن تغيير يرقة دودة القز (الحرير) من يرقة إلى فراشة. فاليرقة القبيحة المنظر، تحبس نفسها في قبر تغزله حول نفسها، حيث نجدها كمادة ميتة لا شكل لها وهي في الشرنقة. ولكن عندما تسطع شمس الربيع الدافئة بأشعتها الذهبية على الشرنقة، حينئذ تخرج فراشة جميلة. ونحن نعلم أن الفراشة ذات الأجنحة الجميلة هي نفسها اليرقة ـ ولو اختلفت عنها في المظهَر ـ إنها نفس المخلوق لكنه مختلف في مظهره. وهكذا أيضًا في قيامة الجسد، نحن الآن في جسد التواضع، ويعتبره الرسول يعقوب جسدًا زائلاً لأنه كزهر العشب يزول ( يع 1: 10 ). عندما دخلت الخطية صارت لجسد الإنسان صفة «جسد التواضع». ونحن في أجساد تواضعنا الحالية غير مُهيئين لأمجاد السماء ولمحضر الله، ولكننا نتوقع مجيء الرب الذي سيغيِّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده، وسيكون تغييره مُدهشًا «نتغيَّر في لحظة» ( 1كو 15: 51 ، 52). يُقيمُ مَن تحت الثرى يُغيِّر الأجسادْ يخطفنا فلا نرى موتا ولا فساد نكون معه كل حين في مجده الرفيع وبالسرور ناظرين جماله البديع . |
|