"لا يُهِمَّكُم لِلْعَيشِ ما تَأكُلون ولا لِلجَسَدِ ما تَلبَسون. أَلَيْسَتِ الحَياةُ أَعْظَمَ مِنَ الطَّعام، والجَسدُ أَعظَمَ مِنَ اللِّباس؟ أُنظُرُوا إلى طُيورِ السَّماء كَيفَ لا تَزرَعُ ولا تَحصُدُ ولا تَخزُنُ في الأَهراء، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَرزُقُها. أَفَلَسْتُم أَنتُم أَثْمَنَ مِنها كثيراً؟ (متى 6: 25-26). إذا كان الرَّبّ قد أنعم عليكم بالحياة الطبيعيّة، فهل يبخل عليكم بالطعام الّذي تطلبه هذه الحياة. إنّ الّذي وهبكم الأجساد لا يبخل عليكم بإطعام هذه الأجساد وبسترها بالكساء. ومن أجل أن يوضِّح هذا المبدأ أقام من طُيورِ السَّماء برهان على جودة الرَّبّ وعنايته بالمخلوقات.
"لماذا يُهمُّكُمُ اللِّباس؟ إِعتَبِروا بِزَنابقِ الَحقْلِ كيفَ تَنمو، فلا تَجهَدُ ولا تَغزِل (متى 6: 28). واستمدّ الرَّبّ يسوع من عالم النبات مثالاً لتعزيز المبدأ الثاني، فقال تأمّلوا زنابق الحقل". يذكر السيّد المسيح النتيجة الّتي يُتوّج بها بالزنابق، وهي أنّ الإنسان الخالد أفضل من الزنابق التي تهبُّ عليها الريح فتزول. وهُي توجَدُ اليومَ وتُطرَحُ غداً في التَّنُّور.