ترك أفرايم رجال جدعون يواصلون المسيرة، لقد عبروا الأردن وكانوا مُعيين ومُطارِدين. بذات الروح التي بدأوا بها الحرب في (ص7) ليواصلوا الجهاد رغم الجوع والتعب والإعياء. هذا يذكرنا بما قاله الرب لملاك كنيسة أفسس:
«وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي وَلَمْ تَكِلَّ»
(رؤيا2: 3).
كانوا يسعون وراء زبح وصلمناع ملكي مديان، وبالأسف جدعون لم يلقَ معونة ممن توقع أن يجد فيهم المعونة ولمسات المحبة. رجال سكوت سخروا منه، وفي عدم إيمان قالوا له :
«هَلْ أَيْدِي زَبَحَ وَصَلْمُنَّاعَ بِيَدِكَ الآنَ حَتَّى نُعْطِيَ جُنْدَكَ خُبْزًا؟».
(القضاة 8: 6)
سكوت قبل سنوات طويلة سكن فيها يعقوب أبيهم، وتعلم فيها درسًا قاسيًا لأنه كان يفكر في نفسه وفي مواشيه فقط، فبنى لنفسه بيتًا وصنع لمواشيه مظلات :
(تكوين33)،
ولم يفكر في بيت إيل أو أمور إله بيت إيل :
و«لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا..».
(غلاطية 6: 8)
هكذا هنا أهل سكوت كانوا يفكرون في ذواتهم، والأنانية تسيطر عليهم، فلم يقبلوا أن يقدِّموا طعامًا لرجال جدعون الذين كانوا يحاربون حروب الرب. تمامًا مثلما حدث مع نابال الكرملي نحو داود ورجاله :
(1صموئيل25).
بعد فترة، النوارج وأشواك البرية علَّمت أهل سكوت درسًا قاسيًا. فليحفظنا الرب من نظرة العيان والتمسك بالأمور التي تُرى.