ي النص الذي استشهدنا به أن الإنسان الباطني يخدم ناموس الله ويُسر به، مما يعني أنه يقتني الصلاة الداخلية والاستنارة النوسية. ونحن نعلم جيداً أن رجال العهد القديم الأبرار اقتنعوا أيضاً بالصلاة الداخلية. فالإنسان يتنقى من الأهواء بواسطة الناموس ويصل لتذكر الله الدائم.
ولكن بينما يُسَر الإنسان الباطني بناموس الله فإنه في نفس الوقت يشعر بناموس الخطية في أعضائه. وناموس الخطية هذا هو الفساد والموت الذي خلق فرصاً للخطية لكي تأخذ اليد العليا. تساعد الأمراض، والضيقات، وعملية الموت ورحلته أهواء النفس على التعبير عن نفسها على عكس الطبيعة، كما أنها تعطي الشيطان فرصة لكي يشن حرباً ضد الإنسان. وهذا هو بالضبط ما يتحمله القديسون. ولذلك يعبر الرسول عن مراثي كل أناس العهد القديم الأبرار الذين وجدوا أنفسهم تحت سلطان الموت وغير قادرين على تحرير أنفسهم بواسطة الناموس عندما قال: “ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت”.