رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معرفة المسيح إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ( في 3: 8 ) نحو ثلثي آيات رسالة فيلبي تشير إلى المسيح، الذي كان له مكانته في قلب بولس، مكانة راسخة وفائقة في أفكاره وفي مشاعره، وانطبق عليه ما سجله في أفسس3: 17 حيث كان المسيح يحل بالإيمان في قلبه. وكل أصحاح من أصحاحات رسالة فيلبي الأربعة تشير إلى المسيح من منظور معين. ففي الأصحاح الأول نرى فرح الرسول بالمسيح باعتباره الشخص الحاكم لكل تصرفاته «لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربحٌ» ( في 1: 21 ). إن الحياة المسيحية الحقيقية هي اختبار عملي لكيفية أن تكون الحياة هي المسيح، أن نُظهره في كل تصرف، أن نطيعه، ونخدمه، ونمجده، ونُحكَم تمامًا بشخصه. وفي الأصحاح الثاني يعلن الرسول فرحه بالمسيح باعتباره الأنموذج لحياته «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا» ( في 2: 5 ). فالمسيح في اتضاعه وطاعته قدَّم أروع نموذج لحياة المؤمن. إن الشخص الذي أخلى نفسه ووضع نفسه، واحتمل الألم وموت الصليب، وهو الآن مُرفَّع عن يمين الله في الأعالي، هذا الشخص يجب أن يكون أمام قلوبنا باستمرار كمؤمنين. أما في الأصحاح الثالث فالرسول يفرح بالمسيح باعتباره الغرض اللامع، والهدف النهائي والجائزة المبتغاة لحياته. وفي قوة الحياة الجديدة، نجد بولس ساعيًا نحو الهدف، غير قانع بغيره، وغاية مُناه هو أن يربح المسيح ويوجد فيه ( في 3: 8 ، 9). أ لم يقتني المسيح بعد؟ بلى، وكان لديه اليقين الكامل بأنه يقف أمام الله في المسيح. لكن رغبته في أن «يربح المسيح» هنا هي أشواقه للامتلاك العملي للمسيح في المجد، وهذا هو الهدف الذي ينبغي أن يكون غرضًا لقلب المؤمن في السباق المسيحي. ونظير المتسابق الذي لا يتعلق بصره بما حوله، بل يتثبت فقط على الهدف المنشود، كذلك المؤمن ينبغي عليه أن ينظر فقط إلى المسيح المُمجد ويركز فقط على ذلك الغرض. وأخيرًا في الأصحاح الرابع يفرح الرسول بالمسيح باعتباره قوة حياته؛ الشخص الكافي تمامًا لكل ظروفنا هنا على الأرض «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» ( في 4: 13 ). ولأن الاضطراب هو ألد أعداء الفرح، فإن الرسول يقدم معادلة للتغلب عليه «لا تهتموا بشيء»، بل في كل أمر، لنصلي، ونقدم الشكر ( في 4: 6 ). |
|