آتٍ طافرًا .. قافزًا
صوت حبيبي. هوذا آتٍ طافرًا على الجبال، قافزًا على التلال
( نش 2: 8 )
إن مجيء العريس، سواء لاختطاف الكنيسة، عروسه السماوية، أو لإنقاذ عروسه الأرضية، البقية المختارة وخلاصها من ضيقها والإتيان بها إلى الغبطة والبركة في مُلكه الألفي المجيد، سيتميز بثلاثة أشياء: الفرح والسرعة والنُصرة.
نعم، فإنه عندما تجيء تلك اللحظة التي فيها يقوم مَنْ على عرش أبيه لكي يلتقي بعروسه لتكون معه، سيُرى في ملء الفرح والابتهاج، إذ ستراه العروس طافرًا مثل الظبي المسرور بلقاء حبيبته ( نش 2: 9 ) «لأن الرب نفسه بهتاف (الفرح)، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء ... وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 16 - 18).
وسيكون مجيئه مقترنًا بالسرعة «طافرًا (أي واثبًا بسرعة) وقافزًا». وهذا حق، سواء من جهة مجيئه لأجل قديسيه، الأمر الذي يؤكده الرب نفسه مرارًا عديدة «ها أنا آتي سريعًا» ( رؤ 22: 7 ، 12، 20)، أو مجيئه وظهوره مع قديسيه «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ» ( 2بط 3: 9 ).
كذلك سيكون مجيئه مقترنًا بالنُصرة والقوة، فهو سيعلو فوق كل الصعوبات التي تعترض طريقه إلى تسلم زمام المُلك وبَسْط سلطانه على المسكونة بأسرها. إنه سيأتي «طافرًا على الجبال وقافزًا على التلال» إذ ماذا تُحسب كل هذه أمام قوته، فهو ـ له المجد ـ سيُرى «آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجدٍ كثير» ( مت 24: 30 مز 45: 3 )، عندئذ يتم القول: «تقلَّد سيفك على فخذك أيها الجبار، جلالك وبهاءك. وبجلالك اقتحم. اركب. من أجل الحق والدّعة والبر، فتُريك يمينك مخاوف. نبلُك المسنونة في قلب أعداء الملك. شعوب تحتك يسقطون» ( رؤ 19: 20 - 5). فمهما تجمعت قوات الشر لتعترض إتمام مقاصد الله من جهة سيادة المسيح، فهو ـ له المجد ـ سينتصر على الوحش والنبي الكذاب ويطرحهما حيين في بحيرة النار ( رؤ 20: 1 )، وسينتصر على الشيطان ـ الحية القديمة ويقيده ويطرحه في الهاوية مدة الألف سنة بأكملها ( رؤ 19: 20 - 3) كما أنه سينزع من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم حيث يُطرحون في أتون النار (رؤ19: 20؛ مت13: 41، 42، 25: 41، 46). نعم إنه سيأتي «طافرًا على الجبال، قافزًا على التلال».