لقد نقش أبونا السماوي أسماءنا على كف يده؛ وجعل لكل واحد منا مكانًا محفوظًا عنده؛ يسعى وراءنا كراعٍ يرعىَ قطيعه؛ وبذراعه يجمع حملانه؛ وفي حضنه يحملنا ويقود المرضعات... يفتشنا عناية ويودعنا الحظيرة؛ يحملنا على كتفيه بصليبه؛ حتى يسهل علينا وعورة الطريق... صانعًا لنا وليمة فاخرة مقدمًا فيها نفسه وعطاياه؛ لنشبع ونفرح؛ فرجوعنا وتوبتنا هو عيد؛ وهو فرحة للسماء والأرض؛ ولولا صليبك يا ربنا؛ ما صار لنا عودة وقبول وحياة من بعد موت (كان ميتًا فعاش)... تركض وراءنا طافرًا على الجبال قافزًا على التلال... تتطلع من وراء الكوى وقد امتلأ رأسك من الطل ومن ندى الليل؛ وعند رجوعنا إليك تترك لنا ما علينا؛ بعد أن بددنا كل شيء؛ وتقبلنا بعد أن أدرنا لك ظهورنا؛ وتعيدنا إلى رتبتنا ومركزنا الأول بمقتضى رحمتك يا محب البشر الصالح.