شهد القرن الخامس عشر في أوروبا نهضة مشرقة تمهد السبيل إلى الإصلاح المنشود، وهي ما سماها المؤرخون (أحياء العلوم والآداب the renaissance) حيث كانت الشعوب الغربية مبهورة بالاكتشافات الحديثة التي أعلنتها البرتغال. واستهوتهم أيضًا الاكتشافات العملية والأفكار الأدبية والغنية التي أعلنها العلماء والفنانون، وكانت كتابات اليونان والرومان القديمة هي قناديل الفكر في تلك الفترة، أنهل منها الأوربيون ليترجموها لتكون قاعدة انطلاقهم الجديد، وفي هذه الإثناء انهارت الإمبراطورية الرومانية الشرقية في يد الأتراك وتسقط القسطنطينية في أيديهم، فيفر منها العلماء إلى الغرب حاملين معهم كتبهم وثقافتهم القديمة وتبدأ أوروبا كلها لتكشف التقارب عن كنوز اليونان القدامى.