21 آذار 1935 غالباً ما أرى المسيح في نفسي وقت القداس. أشعر بحضوره الذي يتسرّب إلى كياني. أحسّ بنظره الإلهي وأتّمم دائماً ما هو أكثر أرضاءاّ له. أحبّ الله حتى الذهول وأشعر أنّه يحبّني. في تلك الأوقات عندما التقي بالله في عمق ذاتي أشعر بفرح لا أعرف كيف أعبّر عنه. تلك هي أوقات قصيرة لأن النفس لا تستطيع ان تتحمّلها مدّة أطول وإلا أصبح إنقسام النفس عن الجسم أمر محتماً. رغم ان هذه الأوقات هي قصيرة جداً فإن قوّتها المتحوّلة إلى النفس تدوم فيها إلى وقت طويل. دون أي جهد اختبر الخشوع العميق الذي يغمرني دون ان ينقص، إذا ما تحدّثت إلى الناس، ودون أن يعترض القيام بواجباتي. أشعر بحضور الله الدائم دون ان تُجهد نفسي ذاتها، أعرف أنني متّحدة به عن كثب كنقطة ماء متّحدة في البحر اللامتناهية.
يوم الخميس الماضي وقبيل نهاية صلواتي شعرتُ بتلك النعمة ودامت على غير عادة وقتاً طويلاً. كان ذلك وقت القدّاس ففكرت أنني أكاد أموت فرحاً. في مثل تلك الأوقات تتعمّق معرفتي بالله وبصفاته كما تزداد معرفتي بذاتي وبحقارتي. أذهل لتنازل الرب الكبير إلى مثل حقارة نفس كهذه. بعد الذبيحة الإلهية شعرتُ أنني مستغرقة كلياً في الله وأنا على وعي من كل نظراته في أعماق قلبي.قرابة الظهيرة دهلت الكنيسة لوقت قصير. ومرّة ثانية دوت قوّة نعمة في قلبي، وبما أنني لم انقطع عن حالة التأمل، أخذ إبليس إناء زهر ورمى به في الأرض بكل قوّته غاضباً. رأيت كل ثورته وحسده.