رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ يَا رَبُّ، يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ أَشْرِقِ [1]. كلمة "نقمة" أو "نقمات" في كثير من اللغات الحديثة تعني معنى مشاعر مثيرة وحقد أو ضغينة، لكنها هنا لا تحمل هذا المعنى، إنما تحقيق العدالة للمظلومين، وسقوط العقوبة على الظالمين المصرين على ظلمهم للغير. جاء هذا المبدأ الأساسي في (تث 32: 35) "لي النقمة والجزاء. في وقتٍ تزل أقدامهم. إن يوم هلاكهم قريب، والمهيآت لهم مسرعة". مما يعطي المؤمنين طمأنينة أن الجزاء في يد الله القدير وحده، والعارف الأسرار والنيات الداخلية، كلي العدل والنقاوة، يهب خليقته الجزاء. يكرر المرتل عبارة "إله النقمات" مرتين لأن قلبه متمرر من الظلم الذي يمارسه الأشرار على الأتقياء البسطاء. ولعله بقوله "أشرق" يكشف عن أنه شمس البرّ. * إله النقمات يعمل بجسارة. ذاك الذي اُحتقر في تواضعه، ينتقم بعد ذلك في جلاله. * إن كان الله هو رب النقمات. "لي النقمة أنا أجازي يقول الرب" (رو 12: 19)، فلماذا تطلب النقمة يا إنسان؟ لك الرب هو يجازي عنك؟ هذا هو جوهر ما يقوله الرسول: "فإن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه. لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه" (رو 12: 20)... بمعنى أنك تطهر عدوك من الخطية، لأن صبرك يغلب قسوته... إن كان عدوك يضربك وأنت لا تثأر لنفسك، فسيُغلب بصبرك وتهديه. القديس جيروم * هذا ما يعد به الله، إنه هو نفسه سيكون لنا المكافأة، إذ يقول: لي النقمة، وأنا أنتقم، أي اتركوا لي بصبرٍ، وأنا أكافئ على الصبر. العلامة ترتليان * إنه كما يُدعى إله الرأفة، لأنه يتراءف؛ وإله التعزية، لأنه يعزي المحزونين، كذلك يُدعى إله النقمة، لأنه ينتقم من الأشرار. الأب أنسيمُس الأورشليمي * إنكم تتذمرون لأن الأشرار لا يُعاقبون. لا تتذمروا لئلا تصيروا أنتم بين الذين يُعاقبون. ذاك الإنسان ارتكب سرقة ويعيش. أنت تتذمر على الله، لأن ذاك الذي ارتكب السرقة لم يمت... أن كنت تريد هذا الآخر يُصلح من يده، فلتُصلح أنت من لسانك نحو الإنسان. أصلح قلبك نحو الله لئلا إله النقمات الذي تطلبه يجدك أنت أولًا. إنه سيأتي، وسيدين الذين يستمرون في شرهم، غير الشاكرين على رحمته وطول أناته، فتخزن لنفسك سخطًا في يوم الغضب، عند إعلان حكم الله العادل، الذي يجازي كل واحدٍ حسب عمله (رو 2: 4-6). القديس أغسطينوس |
|