رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بِمَرَاحِمِ الرَّبِّ أُغَنِّي إِلَى الدَّهْرِ. لِدَوْرٍ فَدَوْرٍ أُخْبِرُ عَنْ حَقِّكَ بِفَمِي [1]. "لدورٍ فدورٍ أخبر عن حقك بفمي" (مز 89: 1) يا لعظمة تسلسل المزمور! لم يبدأ المرتل أولًا بالحق وبعد ذلك بلغ إلى الرحمة. إنما نال أولًا الرحمة وبعد ذلك بلغ إلى الحق عندما نال غفران الخطايا. بالحق عندما كنت خاطئًا لم أجرؤ أن اقترب من الحق. ولكن عندما نلت الرحمة عندئذ بقلب شجاع بلا خوف أعلنت عن الحق. عندما قال: "لجيلٍ (لدورٍ) فجيلٍ" تكلم حسنًا، إذ لم يقل من أجيالٍ إلى أجيالٍ، بل من جيلٍ إلى جيلٍ. لم يستدعٍ لذهنه أجيالًا كثيرة إنما فقط جيلين، واحد للمختونين والآخر للأمم. لجيلٍ أرسل بطرس ولآخر بولس... ذاك الذي تكلم أولًا بالآباء والأنبياء (الجيل الأول) تحدث بعد ذلك في شخصه (عب 1: 1-2)، وكما يقول نشيد الأناشيد: "ليقبلني بقبلات فمه" (نش 1: 1). إنه يقول: إنني أتكلم في شخصي عن ذاك الذي تكلمت عنه بالأنبياء، ذاك الذي لم يستطع العالم أن يسمعه في رعوده، يمكنه أن يسمعه على الأقل خلال صرخاته. القديس جيروم * إن كنت لا أطيعك لا أكون عبدك. إن كنت أتكلم مما هو عندي (لا مما لك) فأكون كذَّابًا. فالحديث إذن هو مما لك، والحديث أيضًا مما هو من شخصي. أمران، واحد لي، وواحد لك. الحق هو لك، واللغة هي من عندي . القديس أغسطينوس |
|