رُوحَ الحَقِّ الَّذي لا يَستَطيعُ العالَمُ أَن يَتَلَقَّاه لأَنَّه لا يَراه ولا يَعرِفُه. أَمَّا أَنتُم فتَعلَمون أَنَّه يُقيمُ عِندكم ويَكونُ فيكم
يعلن عن المبادئ الإنسانية دون تواصل حقيقي مع الإنسان. فالعالم لا يُدرك سوى المحسوسات، كما جاء في تعليم بولس الرسول " إِذا كانَت بِشارتُنا مَحجوبَة، فإِنَّما هي مَحجوبَةٌ عنِ السَّائِرينَ في طَريقِ الهَلاك، عن غَيرِ المُؤمِنينَ الَّذينَ أَعْمى بَصائِرَهم إِلهُ هذِه الدُنْيا، لِئَلاَّ يُبصِروا نورَ بِشارةِ مَجْدِ المسيح، وهو صُورةُ الله "(2 قورنتس 4: 3-4)، فالعام مُصاب بالعمى الرُّوحي وفساد الفكر، فلا يقدر أن يرى رُوح الحَقّ أو يعرفه. ويُعلق القديس أوغسطينوس "الحُبُّ العالمي (الزمني) ليس له تلك الأعين غير المنظورة بينما الرُّوح القُدُس لا يمكن أن يُرى إلاَّ بالأعين غير المنظورة".