رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يلاحظ في صوم دانيال النبي: أ. يمارس دانيال النبي صومه لا بمجرد امتناعه عن الطعام فحسب، إنما قيل: "فجعل في قلبه" [8]. فالحياة الروحية هي تمتع بكنزٍ داخلي. "حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك" (مت 6: 21). هكذا تبدأ الحياة الروحية الصادقة من أعماق القلب، حتى متى حلَّت ساعة التجربة يستطيع المؤمن بالنعمة الإلهية العاملة فيه أن يُقاوم وينتصر، حاملًا قوة الإرادة المقدسة فيه. من جانب آخر لم يقف الأمر عند حدود القلب، لكنه حول ما في قلبه إلى عمل. فالعبادة تبدأ بالأعماق لكنها تُترجم أيضًا عمليًا، فيشترك الجسد مع النفس، والعمل مع الفكر، ويُمارس الإنسان حياته الروحية بكل كيانه الخفي والظاهر. ب. طلب من رئيس الخصيان إلاَّ يتنجس. يُحسب هذا الطلب من المستحيلات بالنسبة لرئيس الخصيان، لأن تكلفته هي رقبته بلا تفاهم. آمن دانيال أن الله إله المستحيلات يعمل في قلب هذا الرجل الوثني مادام الأمر يخص قدسية حياته ونقاوتها. لقد غيرَّ رئيس الخصيان أسماءهم، لكنه كان عاجزًا عن تغيير قلوبهم، وطبيعتهم المقدسة في الرب. |
|