شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
العدد 29 - تفسير سفر العدد
الأعياد وذبائحها وتقدماتها
الآيات 1-5:- و في الشهر السابع في الاول من الشهر يكون لكم محفل مقدس عملا ما من الشغل لا تعملوا يوم هتاف بوق يكون لكم. وتعملون محرقة لرائحة سرور للرب ثورا واحدا ابن بقر وكبشا واحدا وسبعة خراف حولية صحيحة. وتقدمتهن من دقيق ملتوت بزيت ثلاثة اعشار للثور وعشرين للكبش. و عشرا واحد لكل خروف من السبعة الخراف. وتيسا واحدا من المعز ذبيحة خطية للتكفير عنكم.
عيد الهتاف:
نبدأ من هنا أعياد النصف الثاني من السنة وفي خلال الشهر السابع نحتفل بثلاث أعياد وكانت هذه الفترة راحة بالنسبة للعاملين في الزراعة، ما بين الحصاد وبذر البذور وكأن الله أراد أن يفرغهم للعبادة المُفرحة في هذه الفترة (لذلك ينبغى أن نقدس عطلاتنا لله) ولاحظ في آية6:- فضلا عن محرقة الشهر وتقدمتها والمحرقة الدائمة وتقدمتها مع سكائبهن كعادتهن رائحة سرور وقودا للرب.
أن تقديمهم لذبائح يوم الهتاف لا يعفيهم من ذبائح رأس الشهر والمحرقة اليومية، فعمل شيء مقدس لا يعفينى من باقي واجباتى المقدسة مثلًا لو ذهبت للكنيسة هذا لا يعفينى من صلاتى المنزلية في هذا اليوم. وعيد الأبواق فيه يضربون الأبواق كأن الله يُعلن لشعبه أن يستعدوا للعيدين العظيمين عيد الكفارة وعيد المظال. الآيات 7-11:- و في عاشر هذا الشهر السابع يكون لكم محفل مقدس وتذللون انفسكم عملا ما لا تعملوا. وتقربون محرقة للرب رائحة سرور ثورا واحدا ابن بقر وكبشا واحدا و سبعة خراف حولية صحيحة تكون لكم. وتقدمتهن من دقيق ملتوت بزيت ثلاث اعشار للثور وعشران للكبش الواحد. وعشر واحد لكل خروف من السبعة الخراف. وتيسا واحدا من المعز ذبيحة خطية فضلا عن ذبيحة الخطية للكفارة والمحرقة الدائمة و تقدمتها مع سكائبهن.
عيد الكفارة:
فيه يتذللون وفيه يقربون محرقة للرب رائحة سرور (8) هكذا يمتزج تذللهم بالفرح إذ يُسر الله بهم لا من أجل تذللهم لكن من أجل المصالحة التي تتحقق بينه وبينهم خلال المحرقة. ونلاحظ هنا أن ذبيحة الكفارة هي ذبيحة خطية, ولكن يقدم بجانبها ذبيحة خطية أخرى والسبب أنهم في تقديمهم ذبيحة الكفارة ربما يخطئوا فيحتاجوا لما يكفر عن هذا. ولنسأل أنفسنا هل حينما نقدم توبة تكون توبة حقيقية أو هي توبة فيها إستهتار وهذه خطية جديدة تحتاج توبة عليها.
ويقدمون في يوم الكفارة محرقات لأنه في كل شيء (حتى في توبتنا) يجب أن تكون أعيننا على مجد الله وسروره. الآيات 12-38:- و في اليوم الخامس عشر من الشهر السابع يكون لكم محفل مقدس عملا ما من الشغل لا تعملوا وتعيدون عيدا للرب سبعة ايام. وتقربون محرقة وقود رائحة سرور للرب ثلاثة عشر ثورا ابناء بقر وكبشين واربعة عشر خروفا حوليا صحيحة تكون لكم. وتقدمتهن من دقيق ملتوت بزيت ثلاثة اعشار لكل ثور من الثلاثة عشر ثورا وعشران لكل كبش من الكبشين. وعشر واحد لكل خروف من الاربعة عشر خروفا. وتيسا واحدا من المعز ذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة و تقدمتها وسكيبها. وفي اليوم الثاني اثني عشر ثورا ابناء بقر وكبشين و اربعة عشر خروفا حوليا صحيحا. و تقدمتهن وسكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كالعادة. و تيسا واحدا من المعز ذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها مع سكائبهن. وفي اليوم الثالث أحد عشر ثورا وكبشين واربعة عشر خروفا حوليا صحيحا. وتقدمتهن وسكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كالعادة. و تيسا واحد لذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها. وفي اليوم الرابع عشرة ثيران وكبشين واربعة عشر خروفا حوليا صحيحا. وتقدمتهن و سكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كالعادة. وتيسا واحدا من المعز لذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها. وفي اليوم الخامس تسعة ثيران وكبشين واربع عشر خروفا حوليا صحيحا. و تقدمتهن وسكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كالعادة. و تيسا واحدا لذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها. وفي اليوم السادس ثمانية ثيران وكبشين واربعة عشر خروفا حوليا صحيحا. و تقدمتهن وسكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كالعادة. وتيسا واحدا لذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها. وفي اليوم السابع سبعة ثيران وكبشين واربعة عشر خروفا حوليا صحيحا. وتقدمتهن و سكائبهن للثيران والكبشين والخراف حسب عددهن كعادتهن. وتيسا واحدا لذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها. في اليوم الثامن يكون لكم اعتكاف عملا ما من الشغل لا تعملوا. وتقربون محرقة وقودا رائحة سرور للرب ثورا واحدا وكبشا واحدا وسبعة خراف حولية صحيحة. وتقدمتهن و سكائبهن للثور والكبش والخراف حسب عددهن كالعادة. وتيسا واحدا لذبيحة خطية فضلا عن المحرقة الدائمة وتقدمتها وسكيبها.
عيد المظال:
يعقب عيد الكفارة, وفي عيد الكفارة نراهم يتذللون. أما عيد المظال فكله أفراح فمن يزرع بالدموع يحصد بالإبتهاج. ونلاحظ أن أيام الفرح يجب أن تكون أيام ذبائح. ونحن يجب أن تكون أيام فرحنا أيام أفراح روحية نفرح بأن تكون لنا فيها علاقة بالله فهذا هو الفرح الحقيقي، بل هذا يزيد الفرح. وهنا كل أيام إقامتهم في المظال (والمظال تشير لأيام غربتنا بالجسد) نجدهم يقدمون ذبائح. وهكذا تعمل الكنيسة قداسات مستمرة.
وعيد الكفارة يشير للصليب لهذا إرتبط بالصوم والتذلل أما عيد المظال فهو يشير إلى ثمار الصليب بما يحمله من قوة قيامة وصعود وتمتع بالروح القدس. واستمرار العيد 8 أيام يشير إلى الحياة المقامة في المسيح أي الحياة الأخرى، هو عيد الفرح والإنطلاق نحو السماويات ونلاحظ كثرة الذبائح والتقدمات ففي خلال 7 أيام يقدم 70 ثورًا. ففي اليوم الأول يقدم 13 ثورًا وفى اليوم الثاني يقدم 12 ثورًا وهكذا حتى اليوم السابع يقدم 7 ثيران فيكون الإجمالى (13+12+11+10+9+8+7=70) وهو رقم كامل. ولاحظ أن الذبائح تبدأ بـ 13 وهو رقم الخطية, وتنتهي بـ 7 وهو رقم كمال. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكثرة عدد الذبائح تشير لأن الفرح الحقيقي ينبع من عمل الذبيحة الحقيقية المسيح. بمعنى آخر كلما اكتشفنا قوة الذبيحة ننعم بالفرح السماوي. وهذه الذبائح تشير للمسيح الذي نقل كنيسته من حالة الخطية (13) إلى حالة الكمال (7). ونجد في اليوم الثامن أنه يقدم ذبيحة واحدة بعد أن قدمت ذبائح كثيرة والمعنى أن ذبائح العهد القديم الكثيرة والمتعددة تنتهي بذبيحة المسيح الواحدة على الصليب، ولاحظ أن الذبيحة الواحدة تقدم في اليوم الثامن, ورقم (8) هو رقم القيامة لأن المسيح ذبيحتنا الحقيقية قام من الأموات. ونلاحظ تناقص الذبائح من يوم إلى يوم دليلًا على تناقص أهمية ذبائح العهد القديم إلى أن تختفي تمامًا ولا يوجد سوى ذبيحة المسيح. الآيات 40،39:- هذه تقربونها للرب في مواسمكم فضلا عن نذوركم ونوافلكم من محرقاتكم و تقدماتكم وسكائبكم وذبائح سلامتكم. فكلم موسى بني إسرائيل حسب كل ما امر به الرب موسى
التقدمات الشخصية
بجانب هذه الذبائح والتقدمات الجماعية على مستوى كل يوم, وكل أسبوع وكل شهر, وكل سنة, توجد النذور والتقدمات والسكائب والذبائح التي يقدمها الإنسان بإرادته الشخصية ليتمم العمل الجماعى مع الشخص وعبادة الجماعة مع عبادة كل عضو فيها.