![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كان مع القديسة مريم فأكثر من ثلاثون سنة تباركت بوجود يسوع ابنها الدائم معها وكان خاضعا لها، ولكن اتت الساعة عندما الحرب الذي جاء هو من أجلها الى الأرض تدعوه. بالتأكيد لم يأتي يسوع الي الأرض ببساطة ليكون ابنا لمريم، ولكن ليكون مخلصا للإنسان وعلى الفور افترق عنها. انها تعلم يقينا معنى ما كانت عليه ام جندي ذاهبا للقتال. تركها يسوع ليجول في الجليل واليهودية والسامرة ولم تعد تراه كما من قبل وحاولت عبثا ان تقترب منه:” “فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ».”“(متى47:12)، لقد عاش يسوع لسنوات مع امه مريم وبعد ذلك على الأقل في مسكنها او قريبا منها ويمكنها الوصول اليه، ولكن الآن ومن كلمات فمه:” «لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».”“(متى20:8). عندئذ وبمرور الأوقات سمعت بنبأ القبض على يسوع ومحاكمته الصورية وآلامه وعلى الأقل فلقد جاءت بالقرب منه -اين وكيف ومتى؟ – في طريق الجلجلثة. وعندما رُفع على الصليب وهناك رأته واستمعت لكلمات الوداع:” وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ”(يوحنا25:19-27) وبعد هذا احتضنته مرة اخرى بين يديها عندما كان مائتا. حقيقة قد قام يسوع من الموت ولكن لم تفز به ولم يعد معها وبعد هذا صعد للسماء وهي لم تتبعه مرة اخرى كما كانت تفعل من قبل. لقد ظلت على الأرض عدة سنوات في رعاية تلميذ يسوع الحبيب القديس يوحنا ولكن حتى ولو كان ذلك التلميذ أقدس الرجال بالمقارنة مع ابنها “قدوس القديسين” “وابن العلي” فلا شيئ يعادل الحياة مع يسوع ولا شيئ يمكنه ان يخفف أحزان أم فقدت وحيدها ولكن كان شوقها وحنينها للقاء الإبن الحبيب يزداد يوما بعد يوم ووضعت كل أشواقها في استكمال حرب ابنها ضد الشر بالصلاة مع الرسل وتعضيد كنيسة المسيح حتى موعد اللقاء. |
![]() |
|