رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بنين أيوب وبناته وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ [13]. آخر مرة أشير فيها إلى زوجته هي في (أي 19: 17)، حيث يئن أيوب بأن نَفَسَه كان غريبًا بالنسبة لها. هذا دفع البعض إلى الاعتقاد بأن أبناء وبنات أيوب كان من زوجة ثانية (ربما بعد وفاة الأولى). يرى العلامة أوريجينوس أن الأبناء والبنات يشيرون إلى عطايا الله للمؤمن؛ الأبناء يرمزون لأعمال الروح الصالحة، والبنات أعمال الجسد المقدسة في الرب. فولادة البنين والبنات تشير إلى عمل روح الله الذي يقدس الروح والقدس، ليحمل المؤمن ثمار الروح في كل كيانه. في يوم الرب العظيم يقف أيوب أمام الرب قائلًا: "ها أنا والأولاد الذين أعطاهم الرب". هكذا يليق بكل مؤمن أن يكون ولودًا، لا يكف عن أن يلد -في الرب- أولادًا مقدسين. وَسَمَّى اسْمَ الأُولَى يَمِيمَةَ، وَاسْمَ الثَّانِيَةِ قَصِيعَةَ، وَاسْمَ الثَّالِثَةِ قَرْنَ هَفُّوكَ [14]. ذكرت أسماء البنات هنا للتعبير عن جو السعادة والفرح الذي ساد العائلة: "يميمة"، جاءت في السبعينية Heameram وتعني نهارًا، فكان جمالها كنور النهار. جاءت في النسخة الكلدانية الملاحظة الآتية: "أعطاها اسم يميمة، لأن جمالها مثل النهار". لاحظت النسخة السبعينية والفولجاتا والكلدانية أن "يميمة" مشتقة من الكلمة العبرية " يوم Yowm". فقد انتقل أيوب من ليل التجارب إلى نهار الفرح. فقد أشرق النور على خيمته. جاءت الملاحظة التالية في الكلدانية: "كانت ثمينة مثل الكاسيا". وقد وردت الكاسيا في (مز 45: 8) بين الأطياب الثمينة. الثالثة تحمل اسمًا لطلاء يستخدم لرمش العين eye-lashes لكي تظهر العين أكثر اتساعًا وجمالًا، حيث أن العيون المتسعة إحدى علامات الجمال في الشرق. يقولRosenmuller في تعليقه هذه على العبارة أن كاتبًا يهوديًا يُدعى سليمان يركي Solomon Jarichi يلاحظ أن أسماء بنات أيوب تشير إلى جمالهن كما جاء في الآية 15. الاسم الأول يميمةJemima ويمثل يومًا صافيا يحمل بهاء جماله. وبحسب هيسيخيوس يعني يومًا وهو كناية عن ديانا. الاسم الثاني قصية Kezia ويعني كاسيا Cassia وهي من أثمن العطور القديمة. الاسم الثالث قرن هفوك Keren-Happuch ويعني قرن دهن للعين يطفي على العين جمالًا. بمعنى آخر إنها إناء مصنوع من القرن تحتفظ فيه النساء الشرقيات بمادة لتجميل عيونهن. لاحظ توماس روThomas Roe في سفرياته أن الفارسيين اعتادوا أن يعطوا نسائهم أسماء تعني عطورًا أو أطياب أو لآلئ أو حجارة كريمة أو أي شيء جميل ومبهج. يرى Gesenius أن يميمة مشتقة عن الكلمة العربية "يمامة" أو حمامة. ود. الكسندر في Kitto Cyclopedia يعرف قرن هفوك بأنها قرن الزينة أو الجمال. يرى القديس غريغوريوس النيسيأن بنات أيوب الثلاث دعين هكذا: "يوم" وكما يقول الرسول أننا صرنا أبناء نهار نعيش في طهارة (أف 5: 8). كاسيا cassia حيث تظهر نقاوة وعبيرًا طيبًا. قرن ألماثيا Almatheia، وقد جاء في الروايات اليونانية أنه كانت توجد ألماثيا التي لها ماعز بري يُشغف بالماعز الكريتي الذي سقط قرنه، وقد فاض منه كل أنواع الثمار. يرى البابا غريغوريوسأنالجنس البشري يمر بثلاث مراحل: 1. المرحلة الأولى عندما خُلق الإنسان فكان نهارًا كالابنة الأولى. 2. المرحلة الثانية عندما يتمتع الإنسان بالخلاص فتفوح فيه رائحة المسيح فيصير كاسيا. 3. المرحلة الثالثة عندما نلتقي بالله وجهًا لوجه ونشارك السمائيين، فنحسب أشبه بآلة موسيقى "القرن". *ما هو السبب أن الابنة الأولى لأيوب تُدعى يومًا، والثانية كاسيا والثالثة قرن هفوك cornustibii، إلا أن كل الجنس البشري الذي أُختير بحنوة خالقه، وبرحمة ذات المخلص ليُشار إليهم بهذه الاسماء... يشرق الجنس البشري ببهاء على الخليقة بنور البراءة. وبعد ذلك عندما يخلصون تفيح منهم رائحة عذبة بممارسة الأعمال الصالحة. لهذا دُعيت الابنة الأولى نهارًا والثانية ليس بدون لياقة كاسيا. حسنًا دُعيت كاسيا حيث يفوح منها رائحة الحياة السامية بقوة. وأيضًا قيل بالنبي عن ذات المخلص عند مجيئه: "كل ثيابك مرّ وعود وسليخة (كاسيا)، من قصور العاج سرَّتك الأوتار" (مز 45: 8)... ولكن لأن الجنس البشري، في حالته الثالثة، حتى عندما يتشكل من جديد لقيامة الجسد، ينشغل تناغم التسبحة الأبدية، تدعى الابنة الثالثة "قرن هفوك". ماذا يعني ب cornustibii. إلا تسبحة الفرحين؟ فإنه بالحق يتحقق ما يُقال بالنبي: "سبحوا الرب تسبحة جديدة" (مز 149: 1). بالحق تتحقق عندما يُسبح بتسبحة الحمد لله، ليس بعد بالإيمان بل بالتأمل في شخص ذاك الذي جعل الجنس البشري نهارًا، بخلقته إياه وكاسيا بتقديم الخلاص له، وقرن هفوك باقتنائه له. فنحن الذين كنا نورًا عندما خلقنا، الآن صرنا كاسيا بخلاصنا، وأخيرًا نصير قرن هفوك عندما ننشغل بالتسبيح الأبدي. البابا غريغوريوس (الكبير) وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاءٌ جَمِيلاَتٌ كَبَنَاتِ أَيُّوبَ فِي كُلِّ الأَرْضِ.وَأَعْطَاهُنَّ أَبُوهُنَّ مِيرَاثًا بَيْنَ إِخْوَتِهِنَّ [15]. عند اليهود كانت الابنة ترث والديها متى لم يكن لها أخ ولد (عد 27: 8). * نفوس المختارين تفوق بجمالها الباهر كل الجنس البشري، الذين على الأرض. * عندما يأتي مخلصنا الرؤوف، لا ييأس أحد قط بسبب ضعفه من نواله الميراث السماوي. فإن أبانا يهب للنساء أيضًا حق الميراث مع الذكور، فيجمع الضعفاء والمتواضعين مع الأقوياء والكاملين لينال الكل نصيبًا في الميراث السماوي. يقول الحق نفسه في الإنجيل: "في بيت أبي منازل كثيرة" (يو 14: 2). البابا غريغوريوس (الكبير) |
|