منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 05 - 2023, 01:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

أيوب | تواضع أيوب





تواضع أيوب

ليس من طريق للمجد سوى التمتع بروح التواضع المملوء حبًا، أي الشركة في سمات السيد المسيح بكونه المحبة الذي يدعونا. "تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11: 29).




فَأَجَابَ أَيُّوبُ الرَّبَّ: [1]
بينما كان الأصدقاء مصممين أن يعترف أيوب بخطاياه الخفية التي سببت له هذه الكوارث المتلاحقة، وأن يسأل الله المغفرة عنها، إذا بالله لم يوبخه على خطايا خفية، وإنما قدم له أسئلة ليدرك عجزه عن فحص حكمة الله وخطته وتدبيره. كان يليق بأيوب أن يثق في رعاية الله الفائقة حتى حين يسمح له بتجاربٍ تبدو غير محتملة.
مهما بلغت حكمة الإنسان فإنه ككائنٍ خاضعٍ للزمن لا يقدر أن يدرك فكر الله، وأن يتعرف على مقاصده من جهة أبديتنا.




قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ،
وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ [2].
بعد أن اعترف بقدرة الله الفائقة، اعترف أيوب بجهله لخطة الله، وأنه كان يليق به أن يثق فيه دون تردد أو تساؤل. كأنه يقول له: "قوتك لا تحد، وحكمتك مطلقة، ألا يليق بي أن أسلمك كل حياتي بلا جدال؟!"
حقًا عندما تحل بنا التجارب، خاصة إن كانت ثقيلة ومفاجئة ومتلاحقة، يدور في أذهاننا الكثير من التساؤلات، منها:
· هل هذه التجارب هي تأديب لنا عن خطايا معينة؟ لنفحص ونتأمل في الله مخلصنا، فهو غافر الخطايا، ولا يعود يذكرها.
· هل هي حرب من الشيطان لتحطيمي؟ لست أخشى عدو الخير وكل حيله، فإن الله وهبني سلطانًا عليه، وصار موضعه تحت قدمي المؤمن.
· هل هي لامتحاني، كما حدث مع أيوب؟ فلأثق في السيد المسيح الذي يقويني ويهبني روح النصرة.
· هل هي لأسباب لا أعرفها؟ لأتواضع أمام الله، واثقًا في حكمته الإلهية غير المدركة.
* بعد أن أظهر الرب لخادمه الأمين كيف أن لوياثان عدوه قوي ومخادع، أجاب أيوب على الأمرين، قائلًا: "لقد علمت أنك تستطيع كل شيء"، أما عن مكائده الخفية فقد أضاف "وليس من فكر مخفي عنك".
البابا غريغوريوس (الكبير)




فَمَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْقَضَاءَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ!
وَلَكِنِّي قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ.
بِعَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا [3].
هذه العبارة مُقتبسة من كلمات الله القدير (أي 38: 2)، نطق بها ليوبخ أيوب على الطريقة التي استخدمها في شرحه لمعاملات الله. نطق بها الرب لأنه كثيرًا ما نخفي مشورة الله أو نشوهها بكلمات ننطق بها في جهالة...
كأنه يقول: أنا هو الرجل الذي بلا معرفة، فقد صارت خطيتي أمامي، ففي عدم معرفة لم أدرك مقاصدك الإلهية من جهة التجارب التي حلت بي.
في تواضع حقيقي وندامة يعترف أيوب أنه قد أخطأ في كلماته تحت ثقل ضغط الألم، ودخل في حوار بخصوص خطة الله كمن هو الند للند، مع أنه لا يستطيع إدراك خطة الله. كأنه يقول له: "أنا إنسان، نطقت بما لم أفهمه، أقحمت نفسي في أمورٍ إلهيةٍ عجيبة تفوق إدراكي!"
يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن أيوب ينتقد لوياثان بهذه العبارة: [مع أن لوياثان يعمل في الخفاء ضد من يجربهم، لكنه لا يقدر أن يخفي شيئًا عن الدافع عن المجربين.]
* "لذلك قد نطقت بغباوة، بأمور تفوق معرفتي". كل حكمة بشرية، مهما كانت دقيقة تُحسب غباوة متى قورنت بالحكمة الإلهية. فإن كل الأفعال البشرية العادلة والجميلة، متى قورنت بعدل الله وجماله، لا تكون عادلة ولا جميلة، بل ولا وجود لها نهائيًا.
هكذا مع أن موسى قد تدرب على كل حكمة المصريين، إلا أنه عندما سمع الرب يتكلم للحال اكتشف أنه إنسان متردد وثقيل اللسان، قائلًا: "أسألك أيها السيد، لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس، ولا من حين كلمت عبدك، بل أنا ثقيل الفم واللسان" (خر 4: 10)... هكذا أيضًا إرميا، إذ سمع كلمات الله، وجد نفسه ليس لديه كلمات ينطق بها، إذ يقول: "آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد" (إر 1: 6)...
انظروا كلما وبخ أيوب نفسه تقدم بالأكثر، واعتقد أن معرفته تزايدت بلا مقياس، لأنه تبين في كلمات الرب أسرار حكمته، فوق تصوره.
البابا غريغوريوس (الكبير)




اِسْمَعِ الآنَ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ.
أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي [4].
لم يعد أيوب يتكلم لكي يحتج على ما حلّ به، وإنما في تواضع يتوسل لكي يكشف له الله عن حكمته، فإنه مشتاق أن يتعلم.
تغيرت لهجة أيوب، لم يعد يحاور الله كمن هو عالم بكل شيء، لكنه يعترف أنه محتاج إلى الله نفسه ليشرح له ما لا يدركه. إنه لا يكف عن أن يسأل لكي يهبه الرب فهمًا. يطلب في تواضعٍ أن يتعرف على الحق الإلهي.
الكلمة العبرية "alshaa سأل" تحمل تواضعًا عميقًا ورغبة جادة في التعلّم. إنه يتوسل إليه لكي يعلمه.
لم يعد أيوب يطلب أن يدخل في حوارٍ وجدالٍ مع الله، لكنه يسأل أن يسمح له أن يجلس عند قدميه ويتعلم منه ما هي طرقه الإلهية غير المدركة.
* "السمع" بالنسبة لنا يعني أن نهيئ أذننا في موضع معين لتسمع صوتًا قادمًا من موضع آخر. أما بالنسبة لله الذي ليس فيه شيء خارجي، فالسمع هو أن يتطلع أن اشتياقاتنا التي تصعد إليه من أسفل. بالنسبة لنا الحديث مع الله العارف بقلوب حتى الساكتين، فهو ليس أن نتفوه بكلمات صادرة عن حنجرتنا، بل أن نشتاق إليه برغبات حارة. ولأن الشخص يسأل سؤالًا حتى يستطيع أن يتعلم شيئًا مما يجهله، فبالنسبة للإنسان أن يسأل الله تعني أن يدرك أنه جاهل في عيني الله. أما إجابة الله لكي يعلم إعلاناته السرية لمن في تواضع يعرف جهله...
أيوب نفسه كان يسأل الله خلال اشتياقاته وفي تواضع، وكان يطلب الإجابة من الله بتعليمه بإعلان يُقدم في الكلمات التالية. أعلن أيوب أنه يريد أن يقدم سؤالًا ومع هذا لم يقدم شيئًا على شكل سؤال.
البابا غريغوريوس (الكبير)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | إذ انتهت المحاكمة لم يترك الله أيوب ليموت في وسط آلامه
أيوب | دعوة أيوب إلى التأمل جيدًا في كلمات الله العجيب
أصحابه أيوب الثلاثة تواعدوا أن يأتوا ويلتقوا معُا عند أيوب
- عظمة أيوب وغنى أيوب لقداسة البابا شنودة الثالث
ليس من محنة في الوجود خطيرة ومخيفة سوى محنة واحدة، هي محنة الخطيئة


الساعة الآن 11:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024