01 - 05 - 2023, 01:43 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
تحْتَ كُلِّ السَّمَاوَاتِ يُطْلِقُهَا،
كَذَا نُورُهُ إِلَى أَطْرَافِ الأَرْضِ [3].
حديثه أشبه بالبرق الذي ينطلق من أقصى المسكونة إلى أقصاها كما يرى الإنسان، ففي غمضة عين يرى الكل حنوه ويسمع الجميع صوته.
"إلى أطراف الأرض"، جاء النص في العبرية: "إلى أجنحة الأرض"، مشبهًا الأرض كلها بطائرٍ يبسط جناحيه فيطير، وها هو يتمتع بصوت الرب ونوره، ليحلق في السماوات عينها.
مع أن حديث الرب شخصي للمؤمن، لكنه كمحبٍ لخليقته يتحدث علانية تحت كل السماوات، ويُسمع صوته في أركان المسكونة الأربعة، لكي يسمع السمائيون والأرضيون جميعهم صوته، ويدركون أسراره. في حديثه يهتم بالأبرار العظماء في الإيمان، كما بالخطاة فينقيهم حتى من أتفه الضعفات.
* كأنه يقول بوضوح: ذاك الذي يدير الأمور العلوية لا ينسى حتى الأمور الضئيلة جدًا... إنه يهتم بكل شيءٍ بالتساوي، يدبر كل شيءٍ بالتساوي. ذاك الحاضر في كل المواضع، لا يُحد بموقع ما، ولا يهتم بمواضع مختلفة بطريقة بتحيزٍ...
إنه يهتم حتى بأتفه ما في ضعفاتنا. يُرى نوره كما في أقاصي الأرض تحت السماوات. بعد عبور الأعمال السامية التي للذين يقفون أمامه، يهتم بطرق وأفعال الخطاة باستنارة نعمته عليهم. وإن كان لا يًظهر علامات عجيبة في حياة المؤمنين، إلا أنه لا يتخلى عن هؤلاء المؤمنين وذلك بالعمل فيهم.. بالتأكيد نهاية الأرض هي نهاية الخطاة. فإن كثيرين ينسون الله خلال حياتهم مرتبطين بالشهوات الجسدية، لكن إذ تعمل نعمة الله في وقت متأخر من حياتهم يرجعون إلى الله.
البابا غريغوريوس (الكبير) يرى القديس مار يعقوب السروجيأن الرعد الذي صاحب الحضرة الإلهية عند استلام موسى الناموس إنما يشير إلى صوت البوق الذي يتقدم العريس القادم للعُرس، وكأن غاية الناموس أو الوصية الإلهية اتحادنا المفرح بالعريس السماوي.
* نفخ في الضباب كما لو كان في القرن، وصدر رعد شق الأرض بقوته،
بهذا أيضًا كان نظام ذلك العرس محترمًا، لأن الختن يدخل إلى خدره بصوت القرن...
موسى أعطى هذه العلامة التي كان يعرفها هو وحده قبل أن ينحدر عند الشعب...
ارتجت الخلائق بالأصوات والرؤى الرهيبة، لأن رب البرية حل في سيناء في الضباب،
انتشرت الرعود بعيدًا على قمة الجبل، وأشارت صارخة: الملك موجود هنا،
صرخت الأبواق بقوة على مرتفع سيناء، لتجتمع الأرض إلى موعد الصوت: الرب موجود هناك.
القديس مار يعقوب السروجي
|