24 - 04 - 2023, 04:07 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الله يُعَّلم ولا يلزم بقبول تعليمه
هُوَذَا اللهُ يَتَعَالَى بِقُدْرَتِهِ.
مَنْ مِثْلُهُ مُعَلِّمًا؟ [22]
غاية أليهو أن يسحب فكر أيوب إلى الله، ويتأمل قدرته وحكمة وأبوته، فيقبله كمعلمٍ سماويٍ إلهيٍ، ولا يوجه إليه لومًا أو اتهامات، ولا يشتكي منه.
جاء في الترجمة السبعينية: "من يُعَّلم مثله؟"، "من هو قدير مثله؟" وكما يقول ميخا النبي: "من هو إله مثلك، غافر الإثم، وصافح عن الذنب لبقية ميراثه، لا يحفظ إلى الأبد غضبه، فإنه يُسر بالرأفة" (مي 7: 18).
المعلم السماوي قدير، يؤدب وهو قادر أن يحيي ويقيم، فلا يليق بنا أن نخطئ إلى حنوه وأبوته!
الله في أبوته يعلم ويؤدب: "طُوبَى للرجل الذي تؤدبه يا رب، وتعلمه من شريعتك" (مز 94: 12). وإذ هو كلي القدرة والحكمة لا يشرح في الحال ما وراء تعليمه وتأديبه بسبب العجز الفكري البشري عن إدراك خطة الإلهية. لهذا يليق بالمؤمن أن يتقبل تعليم الله، لا أن يظن في نفسه أنه يُعَّلم الله: "من قاس روح الرب، ومن مشيره يعلمه؟ من استشاره فأفهمه، وعلمه في طريق الحق، وعلَّمه معرفة، وعَّرفه سبيل الفهم. هوذا الأمم كنقطة من دلو، وكغبار الميزان تُحسب، هوذا الجزائر يرفعها كدقة" (إش 40: 13-15). ويقول الرسول: "لأن من عرف فكر الرب؟ أو من صار له مشيرًا؟" (رو 11: 34). "لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه، وأما نحن فلنا فكر المسيح" (1 كو 2: 16).
يقوم الله بالتعليم، لكنه لا يُلزم أحدًا بقبول التعليم [22-23].
*فن الطب - حسب ديموقريطس Democritus - يشفي أمراض الجسد، والحكمة تحرر النفس من هواجسها. أما المعلم الصالح - الحكمة - الذي هو كلمة الآب الذي أخذ جسدًا بشريًا، فيهتم بكل طبيعة خليقته.
إنه طبيب البشرية الذي فيه كل الكفاية. المخلص، الذي يشفي الجسد والنفس معًا.
* المرشد السماوي، اللوغوس يدعى الهادي عندما يدعو البشرية للخلاص... لكنه إذ يعمل كطبيب أو مربٍ يصير اسمه "المربي"... فإن النفس المريضة تحتاج إلى مربٍ يشفي آلامها. ثم تحتاج إلى المعلم الذي يعطيها الإدراك... "إعلان اللوغوس". هكذا إذ يريد اللوغوس خلاصنا خطوة فخطوة يستخدم وسيلة ممتازة: إنه في البداية يهدي، ثم يصلح، وأخيرًا يعلم.
* من هو؟ تعلموا باختصار أنه كلمة الحق، كلمة عدم الفساد، الذي يجدد الإنسان إذ يرده إلى الحق. إنه المهماز الذي يحث على الخلاص. هو محطم الهلاك وطارد الموت. إنه يبني هيكل الله في الناس، فيأخذهم لله مسكنًا له.
يحتاج المرضى إلى مخلص،
ويحتاج الضالون إلى مرشد،
يحتاج العميان إلى من يقودهم إلى النور،
والعطاش إلى الينبوع الحيَّ الذي من يشرب منه لا يعطش أبدًا،
والموتى إلى الحياة،
والخراف إلى راعٍ،
والأبناء إلى معلم؛
تحتاج كل البشرية إلى يسوع!
القدِّيس إكليمنضس السكندري * نزل فقيه عظيم من السماء، وصار معلمًا للعالم. استنارت المسكونة بتعليمه، لئلا يشتهي أحد بعد المقتنيات الزائلة. (الرسالة الأولى)
القديس مار يعقوب السروجي * كان موسى مُشرعًا، ويشوع كان مشرعًا، والأنبياء أيضًا كانوا مشرعين. يمكننا أن ندعوهم جميعًا مشرعين، لكن لا يوجد أحد مثل هذا الوسيط بين المشرعين.
البابا غريغوريوس (الكبير) يظهر المسيح لكل واحدٍ حسب احتياجه. فالمحتاجون إلى البهجة يتقدم إليهم ككرمة، والمحتاجون إلى الوجود في حضرة الآب يأتيهم كبابٍ، والمحتاجون إلى من يقدم صلواتهم يجدونه الشفيع فيهم، الكاهن العلي، وللخطاة هو الحمل (المذبوح) لأجل تقديسهم.
إنه كل شيء لكل واحد دون أن تتغير طبيعته بل يبقى كما هو. هو باقٍ، وعمل بنوته لن يتغير، لكنه يكيف نفسه حسب ضعفنا، بكونه طبيبًا ممتازًا أو معلمًا مملوء حنوًا. إنه الرب نفسه، لم يقبل الربوبية عن تقدم، إنما عمل بنوته طبيعي .
القديس كيرلس الأورشليمي
مَنْ فَرَضَ عَلَيْهِ طَرِيقَهُ،
أَوْ مَنْ يَقُولُ لَهُ: قَدْ فَعَلْتَ شَرًّا؟ [23]
هل يأخذ الله تعليمات من إنسانٍ ما وهو يدير العالم، ويعتني بكل الخليقة؟ هل من إنسان يُلزم الله بأمرٍ ما. الله يعمل دومًا ما هو حق، لن يخطئ قط.
لقد تجاسر أيوب وشرح للرب ما كان يجب أن يُعمل (أي 34: 10، 13).
* كأنه يُقال: كيف يمكن أن يُلام هذا الذي لا يمكن فحص أعماله؟ إذ لا يستطيع أن يحكم أحد فيما لا يعرفه. لذلك يلزمنا أن نبقى بالأحرى صامتين تحت أحكامه بقدر ما نرى أننا لا ندرك علة أحكامه.
البابا غريغوريوس (الكبير)
|