رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَسْفَلُهَا يَنْقَلِبُ كَمَا بِالنَّارِ [5]. يرى البعض أن الأرض التي تُخرج حنطة لنقتات بها، هي أيضًا تخرج وقودًا (بترول) لتقتات بها النار. بالحكمة التي وهبت لنا من الخالق نجد ما يشبعنا من ذات الأرض التي نخرج منها ما نستخدمه كوقودٍ. ويرى آخرون أن أيوب يشير إلى سدوم وعمورة، الأرض التي تتسم بأنها خصبة للغاية، فتنتج حنطة بفيض يقتات بها الكثيرون، تحولت بسبب شرور سكانها إلى أتون نار، حيث أنزل الله عليها نارًا وكبريتًا. كما يرى آخرون أنه إذ يتحدث عن اهتمام الإنسان باستخراج المعادن النفيسة من مناجم تحت الأرض، حولوا الأرض التي تفيض عليهم بالغذاء إلى مناجم، يهلك فيها كثيرون بسبب المخاطر التي يتعرضون لها، فتحولت إلى أشبه بأتون نار تحت الأرض. * يرى البابا غريغوريوس (الكبير) هنا نبوة عن اليهودية التي كان يليق بها عند مجيء السيد أن تشهد له وتكرز، فتقدم للعالم المسيح خبز الحياة، لكن بحسب حسد القيادات اليهودية تحولت إلى نارٍ خفية مهلكة للنفوس."الأرض يخرج منها الخبز، تنقلب في موضعها بالنار" [5]. كان ما يشغل اليهودية أن تعطي خبزًا، إذ اعتادت أن تعد كلمات الناموس أمام الناس. لم يعد أبناء الهلاك قادرون على تفسير هذا الناموس عينه، كما ينتحب إرميا النبي في مراثيه، قائلًا: "الأطفال يسألون خبزًا، وليس من يكسره لهم" (مرا 4:4). لكن هذه "الأرض تنقلب في موضعها بالنار"، إذ تهلك نفسها بجمرة الحسد، عندما ترى معجزات المؤمنين... ألم تكن ملتهبة بلهيب جمر حسدها عندما رأت معجزات مخلصنا، فقال بعض رجالها: "ماذا نصنع، فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة" (يو 47:11)؟ أو "انظروا، إنكم لا تنفعون شيئًا. هوذا العالم قد ذهب وراءه" (يو 19:12) البابا غريغوريوس (الكبير) |
|