06 - 04 - 2023, 12:57 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
حَفَرَ مَنْجَمًا بَعِيدًا عَنِ السُّكَّانِ.
بِلاَ مَوْطِئٍ لِلْقَدَمِ.
مُتَدَلِّينَ بَعِيدِينَ مِنَ النَّاسِ يَتَدَلْدَلُونَ [4].
جاء النص في كتابات البابا غريغوريوس (الكبير)"حجر الظلمة أيضًا وظل الوادي (الجارف) ينقسم من الشعب في رحلة".
إذ يحفر البعض في أرض صخرية غير آهلة بالسكان، يسمع عنهم البعض أو ينظرونهم وهم يفعلون هكذا، فيسخرون منهم. يحسبون أنهم يريدون استخراج ماء من باطن الأرض، لكن لماذا يختارون مناطق حجرية بعيدة عن السكان؟ إنهم كمن يدلدلون أرجلهم في حفرة لا نفع منها. هكذا يسخر البعض من خطة الله وعمله الخلاصي، وذلك كما سخر اليهود بالرسل والتلاميذ الذين خرجوا يكرزون بين الأمم الوثنية، كمن يحفرون مناجم في أرضٍ صخرية بلا ماء، بلا هدف ولا رجاء!
* "حجر الظلمة أيضًا وظل الوادي (الجارف) ينقسم من الشعب في رحلة" [3-4]. ماذا كان ذلك الشعب اليهودي، القساة في عدم إيمان، الذين رفضوا قبول الإيمان الذي سبق فأعلن لهم عنه واهب الحياة خلال النبوات، إلا أنهم حجر الظلمة؟ يتحقق هذا بقسوة عنفهم والتحافهم بعدم الإيمان....
ربما يشير بالسيل الجارف إلى الارتواء بالكرازة المقدسة، كما قيل بسليمان: "العين المستهزئة بأبيها، والمحتقرة عذاب أمها، تقورها غربان الوادي (الجارف)" (أم 17:30). فإن الأشرار إذ يجدون خطأ في أحكام الله، يستهزئون بأبيهم، والهراطقة من كل نوع الذين يزدرون بكرازة الكنيسة المقدسة، ويسخرون بثمرها، ليسوا إلا محتقرين لعذاب أمهم؟ ليس بغير لياقةٍ ندعوها أمهم أيضًا، إذ خرج منها هؤلاء الذين يتكلمون ضدها، كما يشهد يوحنا، قائلًا: "منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا" (1 يو 19:2). ولكن "غربان الوادي تأتي" عندما يخرج الكارزون الحقيقيون يدافعون عن الكنيسة المقدسة من مجاري الأسفار المقدسة.
البابا غريغوريوس (الكبير)
|