رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّهُ مَا هُوَ رَجَاءُ الْفَاجِرِ عِنْدَمَا يَقْطَعُهُ، عِنْدَمَا يَسْلِبُ اللهُ نَفْسَهُ؟ [8] يترجم البعض هذه العبارة "لأنه ما هو رجاء المرائي، حتى وإن جنى أي ربح، عندما يأخذ الله روحه؟" فالشرير، خاصة المرائي، يعيش بلا رجاء، لأن مصيره الهلاك الأبدي. فإذ اتهمه أصدقاؤه بالرياء، يؤكد لهم أنه ليس غبيًا ليمارس الرياء محطم الرجاء. فإن كان الرياء يقدم ربحًا زمنيًا، هو مديح الناس له أو نوال ثروة زمنية، فإن هذا ليس إلا خداعًا مؤقتًا، يظهر عندما تُطلب نفس المرائي منه، فينكشف كل ما في قلبه. يقول المرتل عن المرائي: لأنه عند موته كله لا يأخذ، لا ينزل وراءه مجده" (مز 49: 17). كما يقول الكتاب:"لا تكن مرائيًا في وجوه الناس، وكن محترسًا لشفتيك" (سيراخ 1: 37). *"فإنه ما هو رجاء المرائي، إن أمسك به الطمع، ولا يحرر الله نفسه؟" [8] المرائي الذي يقال عنه في اللاتينية simulator، أي متظاهر، ليس له هدف غير الظهور. البابا غريغوريوس (الكبير) إن كان الرياء لا ينفضح أحيانًا، لكن إلى حين، إذ لا يدوم كثيرًا، بل ينكشف كل شيء، فيجلب على صاحبه وبالًا، وهكذا يكون أشبه بامرأة قبيحة المنظر تُنزَع عنها زينتها الخارجيَّة التي وُضعت لها بطرق صناعيَّة. * الرياء غريب عن سمات القدِّيسين، إذ يستحيل أن يفلت شيء مما نفعله أو نقوله من عيني اللاهوت، إذ "ليس مكتوم لن يُستعلن، ولا خفي لن يُعرف". كل كلماتنا وأعمالنا ستُعلن في يوم الدين. لذلك فالرياء مُتعب وبلا منفعة. يليق بنا أن نتزكَّى كعبَّاد حقيقيِّين نخدم الله بملامح صريحة وواضحة. القديس كيرلس الكبير |
|