رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَهُوَ قَدْ مَلأ بُيُوتَهُمْ خَيْرًا. لِتَبْعُدْ عَنِّي مَشُورَةُ الأَشْرَارِ [18]. مما يزيد من دينونة الأشرار أنهم كانوا يتمتعون بخيراتٍ هي من عند القدير، وقد أساءوا استخدامها. فالذين غرقوا في الطوفان "كانوا يأكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون ويبيعون ويشترون" (لو 17: 27). لم يكن لهم مبرر ليسألوا "ماذا يفعل القدير لهم"، لأنهم كانوا يعيشون في خيراته الجزيلة، فلم يكن لهم ما يدعوهم أن يطلبوا صانع الخيرات أن يبتعد عنهم. كانت بيوتهم مملوءة بالخيرات، لكن قلوبهم كانت فارغة من النعمة الإلهية، لهذا هلكوا. هنا يتفق أليفاز مع أيوب في الرغبة: "لتبعد عني مشورة الأشرار" (أي 21: 16). * "لكنه يملأ بيوت الأشرار بالخيرات" [18]. يملأ الرب بيوت الأشرار بالخيرات حتى بالنسبة للجاحدين، فإنه لا يمنع عطاياه، حتى يستحوا من رأفة خالقهم ويرجعوا إلى الصلاح، أو يحتقروا العودة، فيكون ذلك علة لعقابهم بأكثر شدة، إذ يردون صلاح الله الفائق بالشر، فتحل بهم ويلات قاسية فيما بعد... "ليت حكمهم يكون بعيدًا عني". هذا أيضًا عبَّر عنه الطوباوي أيوب، إذ يقول: "لتبتعد مشورتهم عني" (أي 21: 6). البابا غريغوريوس (الكبير) |
|