رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالَ هذا وتَفَلَ في الأَرض، فجَبَلَ مِن تُفالِه طيناً، وطَلى بِه عَينَي الَأعْمى تشير عبارة "تَفَلَ" إلى البصاق الذي له خصائص شفائية بحسب اعتقاد الأقدمين. وهكذا يقوم يسوع بعمل مألوف، لكنه يُضفي عليه فعاليّة جديدة (مرقس 7: 33) حيث لا شِفاء لمولود َأعْمى من تَفَل أو طين أو ماء بِرْكَة، إنما شفاؤه بقوة إلهيَّة فقط. أمَّا عبارة "جَبَلَ مِن تُفالِه طيناً، وطَلى بِه عَينَي الَأعْمى" فتشير إلى إظهار يد الله في عمل يسوع الذي بيَّن كيف تمّ جبل الإِنْسانِ الأوّل، كما جاء في سفر التكوين "جَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ تُرابًا مِنَ الأَرض ونَفخَ في أَنفِه نَسَمَةَ حَياة" (التكوين 2: 7). ويعلق القدّيس أفرام السِّريانيّ " فقد برهن بهذا العمل أنّه كان ابن من بيده "جَبَلَ الإِنسانَ تُرابًا مِنَ الأَرض" (تكوين 2: 7) "(شرح "الدِياطِسَّرون"). استخدم يسوع هذه الوسائل، لكنَّه أعطاها طابعًا آخر للوصول إلى الإيمان، إذ حَقَّق المسيح معجزات الشِّفاء، وأيّد كرازته بعلامات مادية وأفعال رمزية (يوحنا 9: 6)، كما جاء في تعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية (1151). ويستعمل يسوع وسائلنا البَشَرِيَّة كي يُعلن من خلالها عن حقائق تُدْخلنا في إطار الملكوت، حيث أنه استخدم التراب ليؤكد أنه الخالق المُخلص، وان سرّ القوة في المسيح نفسه وفي عمل يديه. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "عندما أراد أن يشفي رجل الَأعْمى نزع عَماه بأمرٍ يزيد العَمى، إذ وضع طينًا". شفى يسوع الَأعْمى من دون أن يسأله أحد، كما حدث لدى شِفاء المُقعد عند بِرْكَة بَيتَ ذاتا قرب هيكل أُورشَليم (يوحنا 5: 6). وتمَّ الشِّفاء في مكان يجتمع الجماهير حتى لا يستطيع اليَهود إنكارها. |
|