أوحى الرُّوح القدس في موضوع معجزات الشِّفاء لكل من البشيرين الأربعة بكتابة الإنجيل في إلقاء كل منهم ضوءً على جانب مختلف من حياة المسيح، ففي شفاء حَماة بُطْرُس في إنجيل مَرقُس عاون يسوع هذه المرأة على النُّهوض، "فدنا مِنها فأَخَذَ بِيَدِها وأَنَهَضَها، ففارَقَتْها الحُمَّى" (متى 1: 31) واستعمل مفردات كانت توحي إلى المسيحيين الأوَّلين الإيمان بالقيامة: إنَّ يسوع، بإنهاضه حَماة بُطْرُس المريضة، أقامها من الموت (متى 9: 25) وأمَّا في إنجيل متى " فَلَمَسَ يَدَها فَفارَقَتْها الحُمَّى، فنَهضَت وأَخذَت تَخدُمُه " ( متى 8: 15) فبلمسة واحدة يشفي يسوع ( متى 8: 3)؛ وكان رد فعل حَماة بُطْرُس للمسة يسوع، هو أن تنهض لوحدها وتخدمه حالا. أمَّا في إنجيل لوقا فيخاطب يسوع "الحُمَّى" مخاطبة لقدرة شيطانيَّة حيث " زَجَرَ الـحُمَّى ففارَقَتْها" (لوقا 4: 39)، فبدت الحُمّى كشخص حي وقوة شيطانيَّة فأطاعته (لوقا 4: 35). وليس في هذه التَّفاصيل أي تعارض، بل كل كاتب أنجيل أراد أن يؤكد تفاصيل مختلفة في المعجزة الشِّفاء لإلقاء الضُّوء على خصائص معينة في حياة يسوع المسيح.