رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مكانة مريم في خطة الله “وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا الآبُ».“(غلاطية 4:4-6). كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني (1978-2005) العديد من المقالات والنشرات مخصصة لإلقاء الضوء على أهمية مكانة مريم في خطة الخلاص الإلهية، وكانت رسالته الباباوية “أم المخلص Redemptoris Mater والصادرة في عيد البشارة في 25 مارس 1987 والتى أخذت في الإعتبار معالجة القديس بولس الرسول لخطة الله للخلاص وزمن سر التجسد. ان أم المخلص لها مكانة خاصة ودقيقة في خطة الخلاص لأنه ” لما جاء ملء الزمان” ارسل الله ابنه مولود تحت الناموس من امرأة ليخلص من هم تحت الناموس حتى يمكننا ان ننال التبني كأبناء وبما اننا ابناء ارسل الله روح ابنه الى قلوبنا صارخين يا اب الأب” بتلك الكلمات للقديس بولس الرسول والتى اتخذها المجمع الفاتيكاني الثاني في بداية التقرير الخاص بالقديسة مريم العذراء، أنا ايضا ارغب ان ابدأ تأملي عن دور مريم في سر المسيح وعن حضورها الفعال والمثالي في حياة الكنيسة، فهي كلمات تحتفل معا بحب الأب القدير ورسالة الإبن الوحيد وموهبة الروح القدس دور المرأة والتى ولد منها المخلص والبنوة الخاصة بنا في سر “ملء الزمان”. هذا “الملء” يشير الى لحظة ثابتة منذ الأزل عندما ارسل الأب ابنه “كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.“(يوحنا16:3). انها تدل الى اللحظة المباركة عندما كان “َالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ” (يوحنا1:1) و”وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا”(يوحنا14:1)، وجعل نفسه آخا لنا”لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ”(رومية29:8). انها تلك العلامة للحظة التى حلّ الروح القدس في أحشاء الممتلئة نعمة مريم عذراء الناصرة وكوّن في أحشائها العذري الطبيعة البشرية للمسيح. ذلك “الملء” يعطي علامة لتلك اللحظة عندما تدخل الأبدية في الزمن والزمن نفسه قد افتدى وأصبح مملوء بسر المسيح “بزمن الخلاص النهائي”. “ملء الزمان” يقابل الزمن الذي حدده الآب، معبرًا به عن تحقيق غاية إرسال الله ابنه لإتمام الوعد الذي أعطاه لإبراهيم. واخيرا، هذا “الملء” حدد البداية الخفيّة لرحلة الكنيسة. في الليتورجيا تحيي الكنيسة مريم العذراء كبداية للكنيسة فحبلها الطاهر بلا دنس تراه الكنيسة حالة المؤمنين في البرارة كحواء الأولى قبل السقوط. عن التجسد في ملء الزمن قد ورد في رسائل القديس بولس ايضا عباراتان هامتان هما: “مولودًا من امرأة”، و”مولودًا تحت الناموس”، مؤكدًا غايتين لمجيء السيد المسيح: الأولى أنه يخلص أناسًا من العبودية؛ والثانية إنه يُمكنهم من التمتع بالتبني كأبناء لله. هنا كما في الرسالة إلى أهل رومية لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ» اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ. (8: 14-17). صلاة: يا أمنا الحبيبة، انتِ ام الرحمة وأم الحياة، فعلميني كي أعي تماما سر تجسد ابنك في ملء الزمان وما وهبني اياه بموته وقيامته من ان اكون ابنا لله واخا له.ِ آمين. اكرام: اقصد على ممارسة الشهر المريمي كله وادع الآخرين للاشتراك معك نافذة: ياسبب خلاصنا صلّي لأجلنا يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مكانة مريم في اللاهوت الكنسي |
مكانة مريم هي اعلى مكانة من الآباء |
مكانة مريم في العقيدة الأرثوذكسية والحياة |
مكانة مريم أم المسيح في القرآن والإنجيل |
مكانة مريم المجدلية في كنيستنا القبطية |