![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "أُوحِي إليَكَ. اسْمَعْ لِي، فَأُحَدِّثَ بِمَا رَأَيْتُهُ". [17] بعد أن سفّه من شخص أيوب وسلوكه وحكمته طلب إليه أن يستمع إليه دون احتجاج من جانبه. يقول له: "أوحي إليك" أو إني أبين لك ما يستحق السمع، فأقدم لك حقائق رايتها بعيني ولمستها بنفسي. إذ تطمس الخطية عيني الإنسان الشرير، يحسب نفسه حكيمًا، ليس من يقدر أن يرشد الآخرين مثله. يدهش كيف لا ينتفع الناس من حكمته، فيفرض نفسه عليهم معلمًا، يريد في زهو أن يعلم على الدوام. لذلك يقول يعقوب الرسول: "لا تكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي" (يع 3: 1)، إنما يليق حتى بالمعلم وكل رجال الكهنوت أن يكونوا محبين للتعلم المستمر. "سأظهر ذلك لك، اسمع لي، فأحدثك بما رأيته". كل المتغطرسين لهم هذه السمة، عندما يكون لهم مفهوم سليم، حتى وإن كان تافهًا، يحرفونه لخدمة كبريائهم. عوض أن يعملوا لرفع أنفسهم إلى العلا في الفهم، يسقطون في هوة تمجيد الذات، إذ يُبتلعون بالكبرياء، ويحسبون أنفسهم أكثر علمًا من المتعلمين. إنهم يغتصبون لأنفسهم التقدير من الذين يستحسنونهم، ويستخدمون هذا ليعلموا بسلطان من هم أقدس منهم. البابا غريغوريوس (الكبير) أما أنا فقد خرجت من كرسي القضاء إلى الكهنوت... ولم تكن لي فرصة للتعلم، لذلك وجب على أن أتعلم وأعَّلم في نفس الوقت. القديس أمبروسيوس |
![]() |
|