![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَأَقْصِرْ عَنْهُ لِيَسْتَرِيحَ، إِلَى أَنْ يُسَرَّ كَالأَجِيرِ بِانْتِهَاءِ يَوْمِهِ [6]. إذ اشتدت به الضيقة التي يحسبها أيوب أنها بسماح من الله، يطلب منه أن يرفع يده عنه ليستريح من شدة ما حلّ به. وكما يقول المرتل: "أقصر عني، فأتبلج قبل أن أذهب فلا أوجد" (مز 39:13). كأنه يقول لله، إن أفضل أيامي مملوءة تعبًا وشقاءً، فاسمح لي أن أتنفس من الضيق المستمر. فالأجير يتطلع برجاء إلى نهاية يومه ليستريح من التعب. أحسب أيامي كأيام أجيرٍ! ليكن فيها تعب، ولكن تتخللها فترات راحة. * "فأقصر عنه (إلى حين)، ليستريح إلى أن يُسر كالأجير بانتهاء يومه" [6]. يقصد هنا ب "أقصر عنه" انزع عنه عنف الضربة. لكن من يقدر أن يستريح إن ابتعد عن (الله)، مادام الله وحده هو الراحة؟ وقدر ما يبتعد الإنسان عنه يبتعد عن الراحة؟ قدر ما يكون الأجير بعيدًا عن نهاية عمله، يكون بعيدًا عن مكافأة أجرته. لهذا فكل قديسٍ قائمٍ في هذه الحياة، بينما يرى أنه بعيد عن الرحيل من الحياة الحاضرة يحزن بأنه بعيد عن البركة الأبدية. البابا غريغوريوس (الكبير) |
![]() |
|