يقول البابا غريغوريوس (الكبير):
[عندما كان بولس في طريقه إلى دمشق، مسلحًا برسائل ضد المسيح، ارتوى في رحلته بنعمة الروح القدس، فتغير للحال من نيته لسفك الدماء؛ وتقبل بعد ذلك الضربات لأجل المسيح هذه التي في رحلته كان يود أن يصبها على المسيحيين. هذا الذي كان قبلًا - وهو سالك حسب الجسد - يكافح ليسلم قديسي الرب للموت، صار يتهلل أن يقدم ذبيحة جسده من أجل حياة القديسين. هذا الذي كان باردًا يهدف نحو القسوة قد تحول إلى دفء الحنو، والذي كان قبلًا مجدفًا ومضطهدًا صار كارزًا متواضعًا ومملوء حنوًا. ذاك الذي كان يحسب ذبحه للمسيح في تلاميذه مكسبًا عظيمًا، الآن يتمسك بالمسيح ليكون حياته، حاسبًا موته ربحًا" (في 1: 21). هكذا "يطلق المياه، فتقلب الأرض" [15]، وذلك في ذهن بولس، في اللحظة التي فيها نال نعمة الروح القدس حيث غيرت ثبات عناده وقسوته.]