رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجربة الأولى: حاجة جسدية: "إشباع الجوع" تشتدُّ شهوة الإنسان للطعام مع الجوع، وهي لحظة ضعف للجسد حيث استغل الشيطان جوع يسوع (متى 4: 2) ليجرِّبه حتى يرضي احتياجاته الجسدية "إِن كُنتَ ابنَ الله، فمُرْ أَن تَصيرَ هذِه الحِجارةُ أَرغِفة" (متى 4: 3). فالشيطان يريد ان يُشكك يسوع في محبة الآب له، فهو يقصد أن يقول، إن كان الله الآب هو أبوك حقًا، وهو إله خير مُحب، فلماذا يتركك جائعًا. إذًا فليحوِّل لك الحجارة إلى خبز. ويُعلق القديس ايرونيموس "يقصد إِبليس بكل هذه التجارب أن يعرف إن كان هو ابن الله!". وكأن الشيطان يتساءل: هل الله الآب قادر ان يزوّد ابنه يسوع بالطعام؟ بل أكثر من ذلك وكأني بالشيطان يهمس في أذني يسوع: أنت جائع ويجب على الآب أن يُطيعك. اتَّكل يسوع على الله الآب وأجابه مستشهدا في الكلمة الإلهيّة المكتوبة "لا بالخُبزِ وَحدَه يَحْيا الإِنْسان، بل بِكُلِّ ما يَخرُجُ مِن فَمِ الرَّبِّ يَحْيا الإِنْسان"(تثنية الاشتراع 8: 3). رفض الربّ يسوع الطعام كي يُثبت اعتماده على خبز السماء، كلمة الربّ، الّذي يُغذي حياة الابن، ولذلك هو يطيعه (متى 4: 3-4). وهكذا اثبت يسوع هو "ابنُ الله" بقدر ما يحقّق طاعتِه لأبيه، كما يقول الواعظ الشهير كلود تاسّين. اعتزم يسوع أن يقهر إِبليس لا بالجبروت (تحويل الحجارة خبزًا)، وإنما بالتواضع ملتجأ الى كلمة الله. ومن لا يتغذّى بكلمة الله لا يحيا. أراد إِبليس أن يجذب المسيح للاهتمام بالماديات فحوَّل المسيح الماديات إلى الروحانيات. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "أننا نغلب الشيطان لا بعمل المعجزات، وإنما بالاحتمال وطول الأناة، فلا نفعل شيئًا بقصد المباهاة والمجد الباطل". أن المسيح يُشبع الجموع بمعجزة ولا يعمل معجزة لأجل نفسه بالرغم انه كان جائعا. فالمسيح لا يريد أن ينحصر في ذاته بل هو يسلم بكل ما يريده للآب، هو لا يريد أن يستخدم مشيئته بعيداً عن مشيئة الله. وبهذا انتزع سلاح الشيطان الذي يقوم على استخدام مشيئة الإنسان بعيداً عن مشيئة الله كما أعلن يسوع يوما امام الجمع "فقَد نَزَلتُ مِنَ السَّماء لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني." (يوحنا 6: 38). |
|