رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِلْمُبْتَلِي هَوَانٌ فِي أَفْكَارِ الْمُطْمَئِنِّ، مُهَيَّأٌ لِمَنْ زَلَّتْ قَدَمُهُ [5]. وردت في الترجمة الإنجليزية: He that is ready to slip with his feet is as a lamp despised in the thought of him that is at ease. )Job 12:5 KJV) كأنه يقول إن الذي تزل قدمه يسقط في المتاعب حتى وإن كان كسراجٍ فيما قبل. يُنظر إليه كسراجٍ انطفأ، وكفتيلة نلقيها على الأرض وندوسها بأقدامنا. هذا ما يمرر نفس أيوب أن الذين في رخاء وشبع يحتقرون المجربين والمتألمين والجائعين. *"في الوقت المعين يكون مستعدًا أن يموت بضربات الغريب؛ يرى بيته يهدمه الأشرار" [5 LXX]. "في الوقت المعين"، أي نوع من الزمن؟ كما يعين الله الزمن، هذا الذي يغير الساعات والأزمنة حسب مشيئته، محركًا كل واحدٍ هنا وهناك. إنه ذاك الذي يعرف حدود البشر المنغمسين في التجربة، وإلى أي مدى يمكنهم أن يحتملوا التجربة. إنه يحدد وقتًا "ليموت بضربات الأعداء"، بمعنى أن الصديقين يُساء معاملتهم بواسطة الأشرار. بمعنى سيعلن بأية معاملات يسيء الأشرار للصديقين، وكيف يعبرون حياتهم في رفاهية. أما بالنسبة للصديقين فمن الواضح كيف يعيشون في مثابرة (يع 5: 11)، وكيف يحتملون أحزانًا هنا على الأرض. إنه ليس اعتباطًا يسمح الله للأشرار أن يدمروا بيوت الصديقين، لكنه لا يتخلى عن الأبرار، ولا يسمح بأمور فوق إمكانيتهم... فإنه لا يصيبهم أذى من هذا الدمار، لأن مساكن الحياة الحاضرة والخيام الأرضية تخرب (2 كو 5: 1-2)، حتى وإن لم تُسلب. هذا إذن ما نؤمن به، أننا نختبر شيئًا من الدمار، ولكن نجد فيه ربحنا بكل وضوح. فإننا نتقبل المكافأة على المثابرة والجزاء على اهتمامنا، وعوض مسكننا الأرضي نرث مسكنًا سماويًا حيث نعيش فيه وسط الملائكة ورؤساء الملائكة. الأب هيسيخيوس الأورشليمي البابا غريغوريوس (الكبير) * حدث ذات يوم أن إنسانًا يُدعَى حكيمًا بين اليهود سألني: يسوع الذي يُدعَى معلمكم، كتب أنه إن كان أحد منكم له إيمان مثل حبة خردل تقولون لهذا الجبل انتقل، فينتقل من أمامكم، ويرتفع ويسقط في البحر، وهو يطيعكم(مت 17: 19؛ 21: 22). وواضح أنه ليس في كل شعبكم حكيم واحد تُسمع صلاته، فيسأل الله أن يُبطل المضطهدين لكم. فمن البيَّن أن هذا كتُب لأجلكم: "ليس شيء غير مستطاع لديكم". * وإذ رأيته يجدف وينطق ضد الطريق، اضطرب ذهني، وأدركت أنه لم يعرف تفسير الكلمات التي اقتبسها وقالها لي. عندئذ من جانبي سألته عن أقوال من الناموس والأنبياء، وقلت له: هل تثق أنه حتى عندما تشتتم فإن الله معكم...؟ إذ قال لإسرائيل: "حتى في أراضي أعدائكم لا أنساكم، ولا أنكث ميثاقي معكم" (راجع لا 26: 44). أجبته: "حسنًا، أسمع هذا منكم أن الله معكم. لكنني أنطق أيضًا بكلمات ضدكم"، إذ يقول النبي لإسرائيل كما من فم الله: "إذا جزت في البحر فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تلدغ واللهب لا يُحرقك، لأني أنا الرب إلهك معك" (راجع إش 43: 2-3). هكذا أما يوجد حكيم واحد بينكم بار وصالح من كل الشعب حتى يعبر البحر ويحيا دون أن يغرق، ويجتاز النهر دون أن يغمره، ومن يقدر أن يسير على النار فلا يُلدغ، واللهيب لا يحرقه. وأن قدمت لي شرحًا لا أقبله منك، كما أنت لا تقبل تفسير الكلمات التي سألتني عنها. * كان يعقوب مُضطَهدًا، وعيسو مضطهِدًا. نال يعقوب البركات والبكورية، بينما حُرم عيسو من الاثنين. * كان يوسف مضطَهدًا، وكان إخوته هم المضطهِدِين. يوسف تمجد، ومضطِهدوه سجدوا له، فتحققتِ أحلامه ورؤياه. كان يوسف المُضطَهد رمزًا ليسوع المُضطَهد. يوسف ألبسه والده قميصًا بألوان كثيرة، ويسوع ألبسه أبوه جسدًا من البتول. يوسف أحبه أبوه أكثر من إخوته، ويسوع هو العزيز المحبوب لدى أبيه. رأى يوسف رؤى وحلم أحلامًا، وتحققت الرؤى والأنبياء في يسوع. كان يوسف راعيًا مع إخوته، ويسوع هو رئيس الرعاة. عندما أرسله أبوه ليفتقد إخوته رأوا يوسف قادمًا وخططوا لقتله، وعندما أرسل الآب يسوع ليفتقد إخوته قالوا: "هذا هو الوارث، هلم نقتله" (مت 21: 38). ألقي إخوة يوسف أخاهم في الجب، ويسوع أنزله إخوته ليسكن بين الموتى. يوسف صعد من الجب، ويسوع قام من بين الأموات. * أُضطهد موسى أيضًا كما أُضطهد يسوع. حين وُلد موسى أخفوه من مضطهديه لئلا يقتلوه، وحين ولد يسوع هربوا به إلى مصر لكي لا يقتله هيردوس مضطهِده. في الأيام التي وُلد فيها موسى كان يغرقون الأطفال في النهر، وعند ميلاد يسوع قُتل أطفال بيت لحم وما جاورها. لموسى قال الله: "مات الرجال الذين يطلبون نفسك" (خر 4: 19). وليوسف قال الملاك في مصر: "قم وخذ الصبي وأمه وأذهب إلى أرض إسرائيل، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي" (مت 2: 20). أخرج موسى شعبه من خدمة فرعون، وخلّص يسوع الشعوب من خدمة الشيطان. ترَّبي موسى في بيت فرعون، وتربي يسوع في مصر حين هرب به يوسف إلى هناك. * أُضطهد يشوع بن نون كما أُضطهد يسوع مخلصنا. أُضطهد يشوع بن نون بواسطة الشعوب النجسة، وأضطهد يسوع مخلصنا بواسطة الشعب الجاهل. أخذ يشوع بن نون الميراث من مضطهديه وأعطاه لشعبه، ويسوع مخلصنا أخذ الميراث من مضطهديه ووهبه لشعوبٍ غريبةٍ. أوقف يشوع بن نون الشمس والقمر وانتقم من الشعوب التي اضطهدته، ويسوع مخلصنا جعل الشمس تغيب في وسط النهار، ليخزي الشعب المضطهِد الذي صلبه. وزع يشوع بن نون الميراث على شعبه، ووعد يسوع مخلصنا أن يعطي الشعوب أرض الحياة. * هذه الذكريات التي أكتبها إليك يا عزيزي بخصوص يسوع الذي أُضطهِد، والأبرار الذين اُضطهِدوا هي من أجل الذين يُضطهدون اليوم من أجل يسوع المُضطهَد، فيستريحون. فقد كتب لنا وأراحنا بنفسه: "إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم أيضًا. يضطهدونكم لأنكم لستم من العالم كما أني أنا لست من العالم" (راجع يو 19:15، 20؛ 14:17). القديس مارأفراهاط الحكيم الفارسي |
|