منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 03 - 2023, 02:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,593

أيوب | صَحِيحٌ إِنَّكُمْ أَنْتُمْ شَعْب



فَقَالَ أَيُّوبُ: [1]
صَحِيحٌ إِنَّكُمْ أَنْتُمْ شَعْب،ٌ
وَمَعَكُمْ تَمُوتُ الْحِكْمَةُ! [2]
يوبخ أيوب أصدقائه لأنهم غير حكماء:
أولًا: لأن قسوتهم هربت منها الحكمة. هذا التوبيخ مُوجه إلى كل من يتكبر ويستخف بأخيه، خاصة في وقت آلامه. هذا الذي لا يعرف أن بضع حدودًا للتوبيخ، كما الذي لا يعرف أن يختار الوقت المناسب. "الإنسان الحكيم يسكت إلى حين، أما العاتي والجاهل فلا يبالي بالأوقات" (سيراخ 20: 7).
ثانيُا: لأنهم يتوهمون أنهم شعب يحتكر الحكمة، وأن حكمهم هو الأمثل والأعلى، الذي به يُقاس كل شخص ويُحكم عليه. لهذا يحذرنا الكتاب المقدس من السقوط في هذا الوهم، حين نحسب أنفسنا حكماء في تشامخٍ وكبرياءٍ. "لا تكن حكيمًا في عيني نفسك، اتق الرب، وابعد عن الشر" (أم 3: 7). "أرأيت رجلًا حكيمًا في عيني نفسه؟ الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به" (أم 26: 12). "الرجل الغني حكيم في عيني نفسه، والفقير الفهيم يفحصه" (أم 28: 11). "هكذا قال الرب: لا يفتخرن الحكيم بحكمته، ولا يفتخر الجبار بجبروته، ولا يفتخر الغني بغناه" (إر 9: 23).
* كن جاهلًا في العالم كما يوجهك الرسول فتصير حكيمًا. لا تتحيز (لرأيك) ولا تصدر حكمًا من ذاتك فيما تسأل فيه، بل اظهر الطاعة على الدوام بكل بساطة وإيمان. اهتم فقط أن تكون هذه الأمور مقدسة ونافعة وحكيمة، إذ تعلن عن شريعة اللَّه، وتكشف عن رأي أبيك الروحي في تلك الأمور.
القديس يوحنا كاسيان
ثالثًا: لأنهم ظنوا أن بعد موتهم تموت الحكمة، ويُحسب كل البشر بدونهم جهلاء. بعد أن تغرب شمسهم يسقط العالم في ظلمة الجهالة.
من الحماقة أن نتوهم أن موتنا يسبب خسارة كبيرة، وأنه لا يمكن الاستغناء عنا، فإن الله قادر أن يقيم من بعدنا من هو أكفأ منا. موت الحكماء والصالحين لا يعني موت الحكمة والصلاح.
رابعًا: عدم الاعتدال في السلوك تحت ستار الحكمة يحول حتى ما هو صالح إلى الهدم لا البنيان. "لا تكن بارًا كثيرًا، ولا تكن حكيمًا بزيادة، لماذا تخرب نفسك؟" (جا 7: 16)
خامسًا: يرى البابا غريغوريوس (الكبير)وغيره من الآباء أن أصدقاء أيوب يمثلون الهراطقة الذين يعتمدون على حكمتهم البشرية وإمكانياتهم الفكرية والمادية والاجتماعية في تشامخٍ وعجرفةٍ، مستخفين بالفكر الكنسي الروحي.
"أين الحكيم؟ أين الكاتب؟ أين مباحث هذا الدهر؟ ألم يجهل الله حكمة هذا العالم؟" (1 كو 1: 20)
"لا يخدعن أحد نفسه، إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم في هذا الدهر، فليصر جاهلًا لكي يصير حكيمًا" (1 كو 3: 18).
"من هو حكيم وعالم بينكم، فليرِ أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة" (يع 3: 13).
* يتكلم أيوب مندهشًا... كأنه يقول: هل كرامة الكائنات العاقلة بالحقيقة مرتبطة بكم؟
هل تعرفون حكمة الله من جهة الخطاة والأبرار؟
هل يناسب البشر أن يعرفوها؟
هل تعلمون أن الله يمتحن الأبرار (ابن سيراخ 2: 5)، مؤكدًا طول أناته على الخطاة؟ (ابن سيراخ 2: 11)
هذا هو السبب أن البعض في رخاء وآخرين في تجربة، لأنه بالنسبة للبعض، فإن طول الأناة تردهم للتوبة (حز 33: 11)، بينما بالنسبة لآخرين فإن الصراع (مع التجربة) يمدهم بالإكليل (1 كو 9: 25). إن فهمتم هذا لا تعودوا تدينون البار الذي في تجربة، ولا تحسبوا الخاطي الذي في رخاء كما لو كان بارًا. لكن ليحكم على كل واحدٍ حسب أعماله، إن عرفتم هذا، فلا يليق بكم أن تنطقوا بهذه الكيفية في الدينونة القادمة...
هل حكمة هذا العمل يمكن أن تموت مع الناس؟ أين هو الفلك؟ أين هو التكهن بمراقبة طيران الطيور؟ أين هو السحر؟ أين هي العرافة؟ في هذه تجد الحكمة الدنسة المستنبطة من الغباوة الخداع. أو هل مثل هذه الحكمة تبقى حيَّة هنا أسفل؟
حكمة الله، على العكس ترافق من يطلبها، إذ تتوافق مع التدرب على معرفة الله وناموسه. بهذا يرى الإنسان أمرين بكل بوضوح: مجد الله، وقوة الناموس المعطى لنا.
الأب هيسيخيوس الأورشليمي
* كل الأشرار، وكل الهراطقة لا يخشون أن يعَّلموا من هم أفضل منهم بلهجة شديدة، إذ يرون في الكل أنهم أقل منهم. أما الكنيسة المقدسة فتدعو كل متشامخٍ في الفكر، وكل معتدٍ بذاته، لتجدده بروح التعقل بالارتباط معًا في مساواة. أيوب الذي هو عضو في ذات الكنيسة المقدسة، إذ رأى أصحابه في زهوٍ ينطقون بكلمات ضخمة في التعليم أجابهم قائلًا: "صحيح إنكم أنتم شعب، ومعكم تموت الحكمة" [2]. فمن يظن أنه يسمو على كل البشر في قدرة التعقل ماذا يفعل مثل هذا الإنسان سوى أنه يفتخر بأنه "الإنسان الوحيد"؟ غالبًا ما يحدث أنه ينتفخ العقل بالكبرياء بتعالٍ محتقرًا كل البشر ويكون معجبًا بنفسه. فإن إطراء الإنسان لذاته ينبع عن الوهم في غباوة مغترًا بذاته، كمن هو وحده له الحكمة. يفكر في كل ما يقوله ويعتز بكل ما ينطق به، معجبًا بذاته ومستخفًا بكلمات الآخرين. إذن من يظن أنه وحده هو الحكيم بالحق ينحصر في ذاته الضيقة.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* واضح أن الرسل الكذبة كان لديهم موهبة البلاغة التي نقصت بولس. ولكنه لا يعني شيئًا مادام جوهر الكرازة قائمًا، وتلقي ظلًا على مجد الصليب، فهذه (البلاغة) ليست إلا مظهرًا جذابًا.
* هنا يتهم بولس المعلمين الكذبة ليس فقط أنهم يفتخرون بمبالغة، بل ويدعون أن لهم الفضل خلال أتعاب الآخرين(626).
القديس يوحنا الذهبي الفم
* اخترع (الشيطان) الهرطقات والانشقاقات لكي يتلف الإيمان، ويفسد الحق، ويحطم الوحدة. وإذ يعجز عن أن يحفظنا في طرق الخطأ الجديد المظلمة يسحبنا إلى متاهة جديدة للخداع.
إنه يصطاد الناس بعيدًا عن الكنيسة نفسها، وإذ يظنون أنهم اقتربوا من النور وهربوا من ليل العالم يغمرهم في ظلمة جديدة وهم غير مدركين لها.
ومع أنهم لا يتمسكون بالإنجيل ونظام المسيح وناموسه يدعون أنهم في النور خلال مداهنات العدو المخادعة، هذا الذي يقول عنه الرسول أنه يغير نفسه إلى شبه ملاك نور ويزين خدامه كخدام للبرَ.
يدعون الليل نهارًا، والموت خلاصًا، واليأس رجاءً، والخيانة أمانة، وضد المسيح المسيح، ويثبط الحق بالخداع بإبراز الحق بصورة كاذبة.
هذا هو ما يحدث يا إخوتي عندما لا نعود إلى ينبوع الحق، عندما لا نتطلع إلى الرأس ونحفظ التعليم الصادر من السماء.
القديس كبريانوس

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التثنية 25: 15-16 وَزْنٌ صَحِيحٌ وَحَقٌّ يَكُونُ لَكَ
مزمور 82 | أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ
أيوب | هَا أَنْتُمْ كُلُّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمْ
أيوب | تَرَاءَفُوا أَنْتُمْ عَلَيَّ يَا أَصْحَابِي
أيوب | أَمَّا أَنْتُمْ فَمُلَفِّقُو كَذِبٍ


الساعة الآن 03:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024