رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي. وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أَرْفَعُ رَأْسِي. إِنِّي شَبْعَانُ هَوَانًا وَنَاظِرٌ مَذَلَّتِي [15]. بدون التوبة نسقط في هذا الويل الذي يشير إليه أيوب هنا. فإنه ليس ما ينقذني منه، لا سمو أخلاقي ولا عبادتي أيا كانت مادامت بدون توبة. هذا ما يعنيه أيوب بقوله: "إن تبررت" أي اتكلت على بري الذاتي أو على سلوكي أو خدمتي، هذا كله لن يرفع رأسي أمام إلهي. حذرنا الكتاب المقدس من الخطية أيا كانت فإنها تجلب العار والهوان، "إِنِّي شَبْعَانُ هَوَانًا وَنَاظِرٌ مَذَلَّتِي" [15]. "البر يرفع شأن الأمة، وعار الشعوب الخطية" (أم 14: 34). "ارحمنا يا رب ارحمنا، لأننا كثيرًا ما امتلأنا هوانًا" (مز 123: 3). "الحكماء يرثون مجدًا، والحمقى يحملون هوانًا" (أم 3: 35). "تأتي الكبرياء فيأتي الهوان، ومع المتواضعين حكمة" (أم 11: 2). "فقر وهوان لمن يرفض التأديب، ومن يلاحظ التوبيخ يُكرم" (أم 13: 18). "إذا جاء الشرير جاء الاحتقار أيضًا، ومع الهوان عار" (أم 18: 3). "لا تترفع لئلا تسقط، فتجلب على نفسك الهوان" (سيراخ 1: 38). "شأن الإنسان الكذوب الهوان، وخزيه معه على الدوام" (سيراخ 20: 28). "الكسلان أشبه بحجر قذر، كل أحد يصفر لهوانه" (سيراخ 22: 1). "على حسبما كثروا هكذا أخطأوا إليّ، فأبدل كرامتهم بهوانٍ" (هو 4: 7). "لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان، لأن إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة" (رو 1: 26). * بجانب الشرور الموروثة (الجدية) أضفت شرورًا من عندي... خطية آدم بلا شك لا تسمح لإنسان أن يتطلع إلى فوق بجسارةٍ، ولا أن يمجد ذاته. لهذا يقول أيوب: "أنا شبعان هوانًا". الأب هيسيخيوس الأورشليمي ولكن إن تغاضينا عن خطية أبينا الأول إلى حين، نجد أنفسنا نُصطاد بواسطة عادة الكبرياء الشريرة. كثيرًا ما يحدث أنه بالفضائل الموهوبة، ينتفخ الإنسان في جسارة وبرّ ذاتي، ولكن خلال تدبير العناية الإلهية العجيبة يُسمح له أن توضع أمام عينيه بعض الأمور المعارضة التي يسقط فيها البعض... إذ يري القديس ما يحدث لزملائه تصدر عنه شخصيًا صرخة من جهة المخاطر التي نتعرض لها. بهذا إذ نقرأ عن نوح شخصٍ ما نتعلم أن نحزن على ما في داخلنا. الآن إذ يثور الكبرياء في الفكر، فإن الشعور المجروح بحب الأعالي يفارقنا، ولكن عندما تحل النعمة من فوق علينا تحثنا في الحال على الاشتياق إليها بدموع. البابا غريغوريوس (الكبير) الحكيم يتحرك للتعرف عليها، والغبي لا يفعل ذلك. بالحق يتحرك الحكيم نحو التوبة ويتذكر أخطاءه، والجاهل يسر بها. الحكيم هو من يتهم نفسه (أم 18: 17)، أما الشرير فهو المدافع عن نفسه. البار يود أن يسبق متهمه في اتهام نفسه بخطاياه، أما الشرير فيرغب في أن يبكمه. واحد يسرع من البداية في الحديث عن أخطائه، والآخر يحاول أن يتهم الغير بحديثه الثرثار حتى لا تنفضح خطاياه . القديس أمبروسيوس * إننا نقول بأن الأشرار أموات، لكن لا في حياة تعبدية ضد الخطية، ولا هم مثل القديسين يحملون الموت في أجسادهم، إنما يدفنون النفس في الخطايا والجهالات، فتقترب النفس من الموت. وإذ يشبعونها بالملذات المميتة، تكون نفوسهم أشبه بنسورٍ صغيرةٍ تحوم فوق جثث الموتى. وقد أعلنت الشريعة عن هذا إذ تأمر في صورة رمزية بعدم أكل النسور وجميع الطيور التي تأكل الجيف (لا 13:11). هؤلاء يقتلون النفس بالشهوات، ولا يقولون سوى "لنأكل ونشرب، لأننا غدًا نموت" (إش 13:22). وقد وصف النبي الثمرة التي يجتنيها أمثال هؤلاء الذين ينغمسون في الملذات، فقال: "فأعلن في أذني رب الجنود: لا يغفرن لكم هذا الإثم حتى تموتوا" (إش 14:22). نعم، حتى عندما يعيشون، فإنهم يكونون في عارٍ، إذ يحسبون آلهتهم بطونهم، وعندما يموتون يتعذبون، لأنهم افتخروا بمثل هذا الموت. ويحمل بولس أيضًا شهادة عن هذه النتيجة فيقول: "الأطعمة للجوف، والجوف للأطعمة، والله سيبيد هذا وتلك" (1 كو 13:6). وتعلن الكلمة الإلهية عن هؤلاء بأن موت الأشرار شر، ومبغضو الصديق يخطئون (مز 21:34)، لأن الأشرار يرثون نارًا مرة وظلامًا مهلكًا. أما القديسون والذين يمارسون الفضيلة ممارسة حقيقية، فقد أماتوا أعضاءهم التي على الأرض، الزنا والنجاسة والهوى والشهوة الرديئة (كو 5:3). فيتحقق فيهم، بسبب هذه النقاوة وعدم الدنس، وعد مخلصنا: "طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله" (مت 8:5). القديس أثناسيوس الرسولي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | إِنْ أُوثِقُوا بِالْقُيُودِ |
أيوب | إِنْ كَنَزَ فِضَّةً كَالتُّرَابِ |
أيوب | إِنْ كَثُرَ بَنُوهُ فَلِلسَّيْفِ |
أيوب | إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً |
أيوب | إِنْ أَخْطَأْتُ تُلاَحِظُنِي |